جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية – عمان

دورة تثقيفية حول الصهيونية والصراع العربي الأمريكوصهيوني

الدرس الثاني – التلمود    (إعداد علي حتر)

الجزء الثاني

 

8. مقدمة الجزء الثاني من الدرس الأول.

وضحنا في الجزء الأول أن التلمود  هو الأساس العقائدي الخفي للسياسة الصهيونية كما سنرى..

قلنا سابقا: “من يعترف بالعقيدة اليهودية”، يؤمن:

  • أن اليهود هم شعب الله المختار، ميزهم الله وأعطاهم حق استعباد الشعوب، و/أو إبادتها

  •  وأن الله أعطاهم أرضنا بوعد إلهي

أمس في الخامس من تشرين الثاني 2010، أذاعت البي بي سي خبرا يؤكد ما قلناه في الجزء الأول من هذا الدرس، نقلا عن صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية عن الحاخام آري شفات قوله: إن الديانة اليهودية تبيح للنساء ممارسة الجنس مقابل الحصول على معلومات مهمة لأمن إسرائيل. وذلك في دراسة بعنوان “الجنس غير المشروع في سبيل الأمن القومي” يصدرها معهد للدراسات الدينية في مستوطنة “غوش عتصيون” قرب القدس. واستشهدت الدراسة بقصص من التوراة تحدثت عن نساء أغوين مقاتلين من “الأعداء” للحصول على معلومات قيمة. ولدعم فتواه، ذكّر الباحث بتاريخ اليهود وقدم عدة نماذج عن يهوديات أقمن علاقات جنسية مع الأعداء خدمة لشعب إسرائيل، ومنهن الملكة أستر التي أقامت علاقة مماثلة مع الملك أحشواريش، وياعيل “التي جامعت قائد جيش العدو سيسرى بهدف استنزافه وقطع رأسه”. وأضيف من العصر الحديث قصة مونيكا ليوينسكي مع الرئيس كلنتون..

ويرى الحاخام أنه منذ أيام التلمود خلص الحكماء القدماء إلى أن إقامة علاقات مع الأعداء من أجل هدف قومي مهم، “تعتبر فرضاً دينياً”.

من بين الجاسوسات الشهيرات أيضاً عليزا ماغين، وهي المرأة الوحيدة التي بلغت منصب نائبة رئيس الموساد، وميريل غال، وزعيمة كاديما الحالية وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. ولجوء الموساد للتعامل بطريقة هذا الحاخام، يؤكد تأثير التلمود على السياسات الإسرائيلية.

9. وصايا متعلقة بكل شعب المنطقة

الوصيتان 601 و602 تُلزمان اليهود بقتل كل فرد منا وإبادتنا تماما. (الوصيتان مهداتان لدعاة حوار الأديان)..

تقول الوصيتان: “عدم ترك أحد حيا من الشعوب الكنعانية السبعة (وهي الحثيون والأموريون والكنعانيون والفرزيون والحُوّيّون واليبوسيون)، وإجتثاثهم من أرض إسرائيل،  حسب سفر التثنية.

601.Not to keep alive any individual of the seven Canaanite nations (Deut. 20:16) (negative).

602.To exterminate the seven Canaanite nations from the land of Israel (Deut. 20:17) (affirmative).

أما الوصية 607 فتقول:

” Not to offer peace to the Ammonites and the Moabites before waging war on them, as should be done to other nations”

أي “لا يُعطى السلامُ للعمونيين والمؤابيين قبل شن الحرب عليهم مثل غيرهم من الأمم”.

وعند تفسير الوصايا، يخرج كل المسيحيين في العالم لمخالفتهم حسب تفسير الوصية الثالثة، ومعهم الصينيون واليابانيون والبوذيون والسيخ إلخ من تعريف الملتزمين بوصايا نوح، ولم يكن المسلمون قد وجدوا بعد عند كتابة هذه الوصية التي تقول: “ومن لا يلتزم بوصايا نوح، ليس له مكان في العالم”..

 

10. علاقة التلمود بالصراع العربي الأمريكوصهيوني:

هناك براهين كثيرة ومستمرة سأقدم منها مجموعة، على أن التلمود وراء كثير من مواقف الكيان الصهيوني ككيان، ومواقف أفراده ومكوناته سواء على مستوى التخطيط أو على مستوى التنفيذ بالسلاح والجنود القتلة.. وهذه الحقيقة التي يحاول كثيرون من دعاة التسوية ودعاة حوار الأديان والمتحالفين مع العدو تجاهلها، فيقعون في الخطأ تلو الآخر عندما يحاولون توقع ردود فعل طيبة من العدو أو التفاهم معه.. وخصوصا أولئك الذين عقدوا معه المعاهدات.. وهم يحترمون معاهداتهم، وهو لا يحترمها حتى ولو تطييبا لخواطرهم..

من المواقف التي لا تفهم إلا بفهم التلمود: المذابح كلها في الأربعينات من القرن الماضي مثل ديرياسين وكفرقاسم، وصبرا وشاتيلا وجنين والحصار على غزة والعملية الشهيرة لقتل العائلة على شاطئ غزة بقصفها من البحر قبل عامين، وعملية تكسير جنود الصهاينة لأيدي أبناء جودة، المتلفزة أمام العالم، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، وموت المرضى على الحواجز العسكرية (المحاسيم)، وقتل راشيل عند الجدار، وقتل أطفال قانا وبحر البقر.. إلخ.. إنها ليست مجرد عمليات عسكرية، إنها عمليات نابعة من موقف تلمودي يعتبر الآخرين بهائم في خدمة اليهود.. كما سنبين بعد قليل..

وحتى لا يُفْهم محتوى الدرس على أساس أنه تلفيق، فقد رأيت أن أفضل ما يمكن أن أقدمه عن التلمود، كبداية، هو شهادات من اليهود ذاتهم..

وأعود هنا للاستشهاد بقول المفكر اليهودي إسرائيل شاحاك، الذي عرفناه في الجزء الأول من الدرس.

يقول في صفحتي 9و10 من كتابه “التاريخ اليهودي. الديانة اليهودية. وطأة 3000 سنة”

“كيهودي إسرائيلي… شاهدت بأم عيني يهوديا متعصبا، يرفض السماح باسعمال هاتفه يوم السبت لاستدعاء سيارة إسعاف لغير يهودي انهار في ضاحية مجاورة للقدس. طلبت اجتماعا مع عدد من أعضاء المحكمة الدينية في القدس، الذين تعينهم الحكومة، قالوا إن اليهودي كان مصيبا في تصرفه، ودعموا رأيهم بالإستناد إلى مختصر معتمد للقوانين التلمودية كتب خلال هذا القرن!

يجب الانتباه إلى قول شاحاك.. المختصر المعتمد للقوانين التلمودية الذي كتب هذا القرن.. المختصر الذي كتب هذا القرن،  لا في الماضي البعيد!! يجعل اليهودي يمنع استخدام هاتفه لإسعاف إنسان غير يهودي..

لم يقل شاحاك إنه طلب من اليهودي أن يسعف العربي.. بل فقط أن يسمح له باستخدام الهاتف لاستدعاء الإسعاف.. فرفض انطلاقا من قوانين التلمود المعتمدة هذا القرن.. أي في إسرائيل.. كما يقول: إنه سأل “أعضاء عينتهم الحكومة”.. وهذا يبين تأثير التلمود في القرار الرسمي..

 

10.1. إعادة التعابير العدائية إلى طبعات التلمود

يقول شاحاك في نفس الكتاب:

“إثر إقامة دولة إسرائيل وشعور الحاخامات بالأمان، أعيدت كل الفقرات والتعابير العدائية، من دون تردد، في كل الطبعات الجديدة….. وما زال الأطفال اليهودي يُعلمون بالفعل فقرات كتلك التي تأمر اليهودي، إذا مر بالقرب من مقبرة،  أن يلعن أمهات الموتى إذا كانت لغير اليهود”.

 

10.2. العداء المباشر:

يعتبر الفصلان الخامس والسادس من كتاب شاحاك، هما الفصلان الأكثر أهمية لنا، اللذان يجب على كل واحد أن يقرأهما ويفهمهما.. حتى يفهم ما يجري وما سوف يجري..

وسوف أقدمهما باختصار لأغراض هذا الدرس، لكنني أوصي بقراءتهما للاستزادة.. وأوصي خصوصا عباس وصائب عريقات وياسر عبد ربه وكل القمميين العرب..

حتى يعرفوا أنهم بالنسبة للهود.. ليسوا أكثر من بهائم.. مهما فعلوا لهم ومهما خدموهم..

 

10.2.1. القتل وإبادة الجنس:

  • قتل اليهودي محرم، عقوبته الإعدام، إذا قتله يهودي، يعاقبه الله لا الإنسان، أما إذا قتله غير يهودي فيجب معاقبته حتى خارج أطر العدالة.

قتل غير اليهودي، إذا قام به اليهودي بطريقة مياشرة يعاقبه الله لا المحاكم الدنيوية، ولكنه يمكن أن يقتله بطريقة غير مباسرة، ولا يرتكب بذلك لا ذنبا ولا خطيئة. من الفصل الخامس من كتاب شاحاك:

فاليهود الذي يقتل غير اليهودي مذنب بارتكاب خطيئة ضد قوانين السماء والمحكمة لا تعاقب عليها. أما القتل بطريقة غير مباشرة فورد شرحه في الجزء الأول من الدرس.

  • إذا ارتكب غير يهودي جريمة القتل وتحول إلى اليهودية لا يعاقب

 

10.2.1.1. قتل المدنيين من الشعب المُعادي (دير ياسين وجنين وغزة وقانا):

هذا النص من كتاب شاحاك، مهم لفهم الكثير من جرائم الصهاينة التي يبررونها عقائديا، وحتى يبررون عدم التزامهم بمعاهدات جنيف الدولية مثلا:

“لما كان حظر قتل غير اليهود في حده الأدنى، ينطبق فقط على “غير اليهود” الذين لا نكون نحن اليهود في حالة حرب معهم، توصل العديد من شارحي الدين إلى نتيجة منطقية وهي أنه في حالة الحرب يمكن وحتى يجب قتل جميع المنتسبين إلى الشعب المعادي”.. ويستمر شاحاك: “ومنذ 1973 أذيعت هذه العقيدة على نطاق واسع لإرشاد الجنود الإسرائيليين المتدينين. وقد نشر هذا التحريض رسميا لأول مرة في كتيب صادر عن عن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، والتي تشمل ولايتها الضفة الغربية”.

وهذا يعني تبني الدولة للتلمود!!!

ويكتب الكاهن الأول في القيادة في هذا الكتيب: “عندما تلتقي قواتنا بمدنيين خلال الحرب، أو خلال ملاحقة ساخنة، ولم يكن مؤكدا أن أولئك غير قادرين على إيذاء قواتنا، فوفق أحكام الهالاخاه، يمكن أن، لا بل، يجب قتلهم..”

(تعليق: ومن الطبيعي خلال الحرب، أنه لا يوجد مجال عند أي جندي للتأكد من أي إنسان.. ولهذا فالقتل هو الحل.. ولا يوجد أسر.. القتل فقط للجميع..)

ويستمر بيان الجيش: والثقة بعربي  غير جائزة في أي ظرف حتى إذا أعطى انطباعا أنه متحضر.. في الحرب: عندما تهاجم قواتنا العدو فهي مصرح بها، لا بل مأمورة وفق أحكام الهالاخاة ، بأن تقتل حتى المدنيين الطيبين أي الذين يبدو ظاهريا، أنهم طيبون”..

الهالاخاة هي التلمود والوصايا وتعليمات التوراة

تلك هي “إسرائيل” الديموقراطية الوحيدة في المنطقة: قتل المدنيين الطيبين أمر من الله..

 

10.2.1.2. الحاخامات كمرجعية دينية للجيش:

الفقرة السابقة تبرهن تبني الدولة والجيش للتلمود.. والفقرة التالية تأكيد آخر أن

والحاخامات هم مستشارو القتلة من جيش الصهاينة.. ورسالة الحاخام شيمون ويزر إلى الجندي الإسرائيلي المنشورة في ص 123 من كتاب شاحاك، تؤكد ذلك:

يقول شاحلك: الجندي يسأل الحاخام:

“في إحدى المباحثات في مجموعتنا ثار جدل حول طهارة السلاح. وبحثنا ما إذا كان مسموحا قتل الرجال غير المسلحين، أو حتى النساء والأطفال، أو ربما الانتقام من العرب؟ وعندما أجاب كل واحد حسب معلوماته، لم أستطع التوصل إلى قرار واضح، عما إذا كان يجب أن يعامل العرب كالعماليق، أي أن المرء مسموح له أن يقتلهم حتى يمحو ذكرهم من السماء، أو أنه يجب شن حرب عادلة، حيث يقتل الجنود فقط؟”

الحاخام يرد على الجندي:

“يبدو أننا نتعلم أنه إذا قتل اليهودي غير اليهودي، اعتبر قاتلا، لكن لا محكمة تملك حق الحكم عليه، …. كان الحاخام شيمون يقول: أفضل غير يهودي اقتله.. وأفضل الأفاعي، انزع فمه..”

الحاخام شيمون المذكور، هو شمعون أو شيمون بار يوحاي، أكبر المرجعيات الدينية وكتاب التلمود، عاش في القرن الثاني للميلاد.

 

 

10.2.1.3. كفر قاسم: لا عقاب للقاتل..

حول مذبحة كفر قاسم عام 1956، يقول شاحاك في صفحة 125:

والحقيقة أنه في كل الحالات التي قتل فيها يهودٌ عربًا غير محاربين، في مجال عسكري أو شبه عسكري، وحتى في حالة القتل الجماعي، كما جرى في كفر قاسم عام 1956، أوقع على القتلة، عقاب خفيف، إذا لم يسامجوا تماما، أو حصلوا على تخفيف للعقوبة يصل بها إلى الصفر تقريبا”..

 

10.2.1.4. كُتُب التحريض على القتل

نشرت جريدة الشرق الأوسط في 20 آب 2010، خبرا عن اعتقال الحاخام يوسف أليتسور، بعد نحو سنة من نشر كتابه العنصري الداعي للعنف وهدر دماء الأغيار، أي غير اليهود، وهذا الحاخام أكبر كبار رجال الدين اليهود المستوطنين في الضفة الغربية، للتحقيق معه حول الكتاب، الذي أصدره بالاشتراك مع الحاخام يتسحاق شبيرا، وفيه يحللان قتل العدو الفلسطيني، بمن في ذلك «الأطفال الذين يتوقع أن يتربوا على كراهية اليهود، ويمكن أن يصبحوا مخربين عندما يكبرون». الاعتقال تم بعد عشرة أشهر من نشر الكتاب، أي بعد أن قرأه كل اليهود..!! إنها الدولة التلمودية مرة أخرى!

وتقول الجريدة: “ووزع في الاحتفال التأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل الحاخام مئير كهانا، مؤسس نظرية «التخلص ممن بقوا من الفلسطينيين في إسرائيل»،. ومؤلفاه هما مديرا المدرسة الدينية لمستوطنة يتسهار، القريبة من مدينة نابلس شمال وسط الضفة، والمعروفة بتطرف مستوطنيها واعتداءاتهم الدموية على الفلسطينيين في القرى المجاورة. ويحمل الكتاب اسم « توراة الملك – أحكام مصيرية للعلاقات بين إسرائيل وبقية الأمم»، ويعطي تفسيرات لأحكام التوراة تمنح اليهودي المتدين الحق في قتل أعدائه. وعندما أثار الكتاب ضجيجا، رد الكاتبان بأنهما لم يحددا أي عدو يقصدان، ولكن نشرة داخلية في المستوطنات أكدت أن القصد هو أعداء اليهود في كل الأزمنة، خاصة اليوم، حيث يتربص الفلسطينيون باليهود، مسنودين من الشعوب العربية.

ويوجه الكتاب اليهود لضرورة ممارسة القتل وعدم الخوف مما ورد في الوصايا العشر.. «لا تقتل». ويقول إن هناك وصايا نوح السبع، تقول إن على اليهودي تقع مسؤولية محاربة من لا يطبق الوصايا العشر من الأغيار. فإذا كان أمامك قاتل، فمن واجبك أن تقتله. وإذا وجدت سارقا، فمن واجبك أن تحاسبه على قدر سرقته. وإذا جاءك عدو يريد قتل اليهودي فعليك أن تقتله قبل أن يفعل، حتى لو كانت عملية قتله ستؤدي لقتل أبرياء أو قتل حتى أصدقاء لليهود.

وفي مقابل الاحتجاجات العالمية على الكتاب، تجندت قوى اليمين المتطرف، متدينين وعلمانيين، إلى جانب المؤلفين. وأصدر عشرات الحاخامات بيان مساندة يعتبرون فيه الكتاب قيمة دينية عالية.

10.2.1.5. الهجوم على غزة 1908:

أصدر كبير حاخامات صفد، شموئيل إلياهو، تصريحا أثناء الحرب الأخيرة في قطاع غزة، يقول فيه: إنّ الحرب ضد “حماس” هي حرب ضد “العماليق“.

العماليق هم قبيلة بدوية كانت تقيم في سيناء، هاجمت اليهود أثناء خروجهم من مصر، وبحسب هذه النصوص ستستمر الحرب حتى إبادة العماليق.

وكما يقول سفر التثنية إصحاح 25 آية 19،”تمحو ذكر العماليق من تحت السماء”، ولأننا عماليق: كانت مذابح غزة وجنين وصبرا وشاتيلا وغيرها.. 

 

يعتبر اليهود العماليق من أعـدائهم الأزلـيين: “الآن اذهب واضرب عماليق، واحرمهم كل مالهم، ولا تعفُ عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً» (صموئيل الأول سفر 15 آية 3و4).

وعن جريدة الغد: أصدر كبير حاخامات صفد، شموئيل إلياهو، تصريحا في أثناء الحرب الأخيرة في قطاع غزة، يقول فيه إنّ الحرب ضد “حماس” هي حرب ضد “العماليق“، مثل هذا التصريح قد يوضح كثيرا من جرائم الحرب الأخيرة في غزة.

 

مثل هذا التصريح قد يوضح كثيرا من جرائم الحرب الأخيرة في غزة. وكان والده مردخاي إلياهو، كبير حاخامات السفرديم (اليهود الشرقيين) السابق، قال في آيار 2007 في رسالة وزعت على نحو واسع في الكنس اليهودية في أنحاء فلسطين، إنّه “لا يوجد وازع أخلاقي يمنع قتل المدنيين في أثناء عملية واسعة في غزة تهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ من هناك”

 

11 حول المفاوضات

 

ورد في التوراة، في الإصحاح 20 من سفر التثنية، في الآيات 10-16، ما يلي:

“10 حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدْعِها إلى الصلح، 11 فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك، 12 وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها، 13 وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، 14 وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، 15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، 16 وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما، 17 بل تحرمها تحريما: الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك”..

 

12. الجوانب التلمودية المتعلقة بنا بصفتنا “غير اليهود في أرض إسرائيل”:

من أهم المواضيع التي يجب فهمها في هذه المسألة:

 

 

وبموجب هذا يجب أن يفسر القانون 1650 الذي نشر تعديله هذا العام.. وهو القانون الذي سيؤدي إلى طؤد حوالي سبعين ألفا من أهلنا.. إلى شرق الأردن.

 

 

هذه حقيقة ما يسمى اليسار الصهيوني.. ويستمر شاحاك:

 

لن تدع شيئا يتنفس حيا: افهموها أيها القمميون العرب.. ويا دعاة الحوار..

 

13. اليهود المعتدلون غير الأصوليين

إحدى النقاط التي أثيرت حول الجزء الأول، أنه لا يشير إلى اليهود العلمانيين والمعتدلين (غير الأصوليين)

صراعنا لا يقتصر على الصراع مع المتطرفين اليهود

كان يقال إن حزب العمل غير يميني، ورابين وبيريز من الحمائم، مع أن كل الحروب الصهيونية ضدنا، قادها العمل.. بالإضافة إلى أن المجتمع الصهيوني أخرجهم من ساحة قراره لأن هناك من هم أقسى منهم.. وأكثر التزاما بالتلمود..

وإذا كان كانت البروليتاريا تتحد ضد الظلم في العالم، فإن البروليتاريا اليهودية (إذا جاز التعبير) في الهستدروت كانت الذراع الأهم في إنشاء الكيان الصهيوني على أجساد البروليتاريا الفلسطينية (إذا جاز التعبير)..

وحتى يكون الدرس موضوعيا وعادلا، لا بد من القول إن مجتمع الاغتصاب الصهيوني الإحلالي، يحوي بين ظهرانيه بعض المعتدلين (الذين يعتبرون هكذا لمجرد أنها لا يرغبون باستمرار الإجرام، لأنهم اكتفوا، دون أن يطالبوا بحساب المجرمين على ما مضى، وآخرون يختلفون مع الأصوليين في نسبة تقبلهم للفكر التلمودي، دون أن يرفضوه تماما. كما أن بين يهود العالم أيضا، خارج الكيان الصهيوني، مفكرين مبعثرين هنا وهناك، يعتقد بعض دعاة الحوار أنهم يرفضون التلمود!!

في بداية الجزء الأول، قلنا: إن اليهودي المولود من أهل يهود، إذا رفض العقيدة التلمودية ورفض تَميُّزَهُ وحقه باستعباد الآخرين و/أو إبادتهم، فليس بالضرورة أن يلتزم بالتلمود.. وأمثال هذا قليلون بين اليهود”..

ويجب أن ننبه إلى أن هناك يهود يؤمنون بقومية يهودية انطلقت من العقيدة اليهودية، دون أن ينتموا فكريا لتلك العقيدة، وهم كثر.. ورغم عدم انتمائهم للعقيدة بذاتها، إلا أن غالبيتهم لا يرفضون التلمود ووصاياه المشتقة من العقيدة، ويقبلون قوانينه، انطلاقا من قناعة أن تاريخ اليهود المعذب والمضطهد دائما.. يُلْزمهم أن يلتئموا ويتضامنوا وأن يبنوا نوعا من المجتمع المتميز المحصن غير القابل للاختراق والتعكير.. ويعتقدون أن اليهود الذين حاولوا الاندماج في مجتمعاتهم لم يتمكنوا لأنها لم تقبلهم..

 

13.1. حالات من الاعتدال اليهودي:

من أفضل الأمثلة التي يمكن أن نقدمها هنا، للحديث حول هذه النقطة:

–      حركة السلام الآن

–      نعوم تشومسكي

–      جدعون ليفي

–      إسحق دويتشر

 

13.2. حركة السلام الآن:

هذه الحركة أكبر الحركات الصهيوني عددا، وأشهرها، ويعتقد كثيورون من المدافعين عن الحوار مع الكيان الصهيوني أنها معتدلة وتنشد السلام.

من موقع حركة السلام الآن

“Peace Now” supports the Geneva Initiative, fully and without reservations.

 

13.2.1 انطلاق الحركة من مبادئ التلمود

قد لا تدعو الحركة إلى إبادتنا، ولكنها لا تختلف مع التلمود على مسألة استعبادنا

مقتطفات من موقع حركة السلام الآن

Mission
“Peace Now” works to ensure that both Israelis and Palestinians embrace the only viable solution to the conflict: the creation of a Palestinian state in the territories adjacent to Israel, which were occupied as a result of the 1967 war – A Two State Solution.

فهي تنطلق مما يلي:

–           إن إسرائيل رغم كل ما تفعل بأهلنا، حتى قبل المقاومة في الأراضي التي اغتصبت عام 1948،

مقتطفات من موقع حركة السلام الآن

“Peace Now” believes that continued occupation of these territories harms Israel economically and politically and damages the values and fabric of Israeli society. 

–           تعتبرها الحركة ديموقراطية ومجتمعا حرا وحيدا (وهذا يخبئ تحته التميز والتعالي التلمودي) وكونها الديموقراطية الوحيدة الحرة، فإن هذا يلقي على المحتمع الإسرائيلي مسؤولية نشر حقوق الإنسان المتعلقة بالحرية والعدل والتساوي لكل شعب المنطقة.. هذا عن إسرائيل كما نرى من عدل وحرية في تعاملها مع غزة وجنين إلخ..

من موقع حركة السلام الآن

* The Palestinians will concede the right of return. Some refugees will remain in the countries where they now live, others will be absorbed by the PA, some will be absorbed by other countries and some will receive financial compensation. A limited number will be allowed to settle in Israel, but this will not be defined as realization of the right of return.

–                     أما عن أهدافها، فتقول الحركة “إنها تعمل للتأكد من تطبيق الحل الوحيد القابل للحياة “للنزاع”، وهو خلق دولة فلسطينية في الأراضي المجاورة لإسرائيل، التي احتلت عام 1967”. (ما قبل 1967 لليهود..)

–                     تؤكد الحركة إن مواصلة احتلال هذه الأراضي “يؤذي إسرائيل” اقتصاديا وسياسيا ويخرب قيم ونسيج المجتمع الإسرائيلي.

–                     الحركة تتبنى وثيقة جنيف وتلخصها في موقعها.

من موقع حركة السلام الآن

* The Palestinians will pledge to prevent terror and incitement and disarm all militias. Their state will be demilitarized, and border crossings will be supervised by an international, but not Israeli, force. * The agreement will replace all UN resolutions and previous agreements

 

–                      وهي تقبل عودة بعض اللاجئين فقط، أما الباقون فيجب أن يوطَّنوا حيث هم، أو تستوعبهم السلطة.. على أن يعترف الفلسطينيون أن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي. أما الحدود، فهي تطالب بتعديلها.. ومنح نصف القدس لإسرائيل حتى مغتصبة معاليه أدوميم وجيفات زئيف، وهي مغتصبة عام 1967، تبقى مع إسرائيل..

 

13.3. نعوم تشومسكي (Noam Chomsky):

أفرام نعوم تشومسكي، مواليد 1928، مفكر يساري فوضوي ملحد، أمريكي من والدين يهوديين، بروفسور جامعي، من أهم المتخصصين باللغويات في العالم.. يعيش في الولايات المتحدة..

وهو ناشط سياسي يحترمه اليساريون في العالم، واليساريون العرب، بسبب انتقاداته الدائمة  لسياسات الإدارة الأمريكية الخارجية.. وينتقد معاملة إسرائيل للعرب في الأراضي المغتصبة.. ويعتبر مسانديها مساندين للانحطاط الأخلاقي، ويصف نفسه بأنه اشتراكي تحرري، ويُعتبر من المُنَظرين الرئيسيينً للجناح اليساري في السياسة الأمريكية. ورغم ذلك، فقد ذهب في الخمسينات إلى الأرض المغتصبة وعاش مع زوجته في كيبوتس هازورئا (Hazoreá)، وقال: “لقد أحببت ذلك،رغم أنني لم أحتمل الحماس الوطني الشديد في بداية الخمسينات في الكيبوتس”، وقال: كان من المحتمل أن أعيش هناك بنفسي!!.

في شهر أيار من هذه السنة، وبالتحديد في 23 أيار 2010، أجرت القناة الثانية الإسرائيلية مقابلة مع تشومسكي في عمان، موجودة في اليوتيوب على الرابط التالي:

http://www.youtube. com/watch? v=YCtYecGbQz8&feature=player_ embedded

يذكر تشومسكي في المقابلة، أنه ليس ينتقد ”إسرائيل”، بل هو على العكس داعمٌ لها، وأنه يؤمن بحقها بالوجود، “أسوةً بأية دولة أخرى، وأن غايته من النقد، ليست التقليل من شأن “إسرائيل”، بل حمايتها من نفسها ومن نزواتها.. وأنه يعارض حتى المقاطعة الأكاديمية للكيان الصهيوني.. معلنا: “أعتبر نفسي مناصرا لإسرائيل”

وحين سألته المذيعة عن مقابلته حسن نصرالله، أجاب “أنه قابل غريمه وليد جنبلاط فترة أطول (في عز العداء بينهما)”!

 

13.4. جدعون ليفي (Gideon Levy)

مثل إسرائيل شاحاك، هناك حالة خاصة أخرى من اليهود الذين لا بد من ذكرهم، رغم قلتهم، وهو الصحفي والكاتب جدعون ليفي.. الذي يكاد يكون متخصصا في وصف معاناة أهلنا في المناطق المغتصبة، وجرائم “إسرائيل” اليومية ضدهم، ويتعرض لتهديدات مستمرة من اليهود دون أن يتراجع. وهو ناشط في معاداة سياسات حكومته ضد أهلنا، ويشاركهم مظاهراتهم واحتجاجاتهم، حتى وصفته الإندبندنت أنه مكروه أكثر من أي شخص آخر في “إسرئيل”. جدعون يكتب في هاآرتز، وله كتاب عنوانه “عقاب غزة Punishment of Gaza”.  وهو يقول إن العنف الفلسطيني أقل من العنف الإسرائيلي ويكون في العادة رد فعل له. لكنه يقول “أنا وطنيّ إسرائيلي”، ويقول: “أنا لن أقاطع إسرائيل”، ويقول: “إن العار الذي اشعر به، والنقد الذي أمارسه ينبع من انتمائي العميق للمكان!! لن أغادر المكان إلا إذا أرغمت على المغادرة”!

وهو يُعلق على اليسار الإسرائيلي بقوله: “إن ساحات الأمة في المدن الإسرائيلية فارغة من سنوات” ويقصد أن اليسار لم يعد يتظاهر للاحتجاج على جرائم دولته!!

 

13.5. اسحق دويتشر:

كاتب ماركسي ملحد عالمي، كتب في المسألة اليهودية واليهودي اللا يهودي..

ورغم إنسانيته المبنية على فلسفته وفكره، إلا أنه، عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يقول لتبرير الظلم اليهودي الواقع علينا وتبرير إنشاء “إسرائيل”: “رجل يهودي قفز من مبنى محترق، وسقط على فلسطيني، هل يلام اليهودي؟؟

ويرد عليه جدعون ليفي: لكن 62 سنة مرت، واليهودي ما زال يسحق رأس الفلسطيني الذي وقع عليه، ويضرب أطفاله وأحفاده، 1948 ما زالت مستمرة.. إسرائيل تنزع إنسانية الفلسطينيين حيث تستطيع، وتمارس التطهير العرقي.. إلخ.

 

 14. مفهوم السلام العادل

بما أن حديثنا هنا عن العقائد، فيجب أن يعتمد على المفاهيم، لا على السياسات، ولا على الأمر الواقع أو على القدرات.

وعندما يمثل لص أمام محكمة ما، بعد أن يسرق مالا من شخص، فإن القاضي لا يقول: إن الأمر الواقع هو أن المال أصبح لدى اللص، ولهذا فلنعترف له بحق ملكيته!!

أبسط مفاهيم العدل، أن يعني إعطاء كل ذي حق حقه.. والقاضي العادل يحكم بعودة المال المسروق إلى صاحبه!!

والعدل يعني تساوي الفرص

ويعني التوقف الفوري عن سرقة المزيد

 

هذه النماذج: حركة السلام الآن، ونعوم تشومسكي، وجدعون ليفي، وإسحق دويتشر، ما الذي يجمعهم؟؟

جميعهم متفقون على إلغاء مرحلة ما قبل نشوء إسرائيل.. وعلى اعتبار أن التاريخ يبدأ اليوم.. مع بعض العتاب والحزن على الماضي..

إسرائيل هنا.. وضحاياها السابقون لا حقوق لهم.. أنها تستحق النقد، والعتاب، إنه التلمود يختفي وراء كل موقف لهم..

العدل لديهم أن تنطلق من واقع أن ما سُرق قد سُرق وأصبح مُلكا لمن سرقه، وما اغتصب قد اغتصب..  وأصبح مُلكا لمن أغتصبه..

وفي الحقيقة، إن هذا المفهوم لا يكون إلا إذا اعتبر كل ما حصل حصل بأمر إلهي..

إنه التلمود.. مهما حاولنا تجميله وتزيينه..

وإلى اللقاء في الدرس الثالث.

بعض المواقع والروابط لمصادر الدرس الثاني على الإنترنت:

www.zionism-israel.com

http://www.revisionisthistory.org/

site of Michael Hoffman

http://www.sacred-texts.com/jud/talmud.htm

http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Talmud/synmk.html

http://www.jewfaq.org/gentiles.htm

http://www.youtube. com/watch? v=YCtYecGbQz8&feature=player_ embedded

 

  http://www.jewfaq.org/gentiles.htm

http://www.jewfaq.org/613.htm

www.come-and-hear.com/editor/talives.html

http://www.liberaljudaism.org/lj_wherewestand_homosexuality.htm

http://www.wake-up-america.net/jews_and_christianity.htm

http://www.jewfaq.org/613.htm