التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة وطنية

إن لم تستح فافعل ما شئت.. التطبيع في تونس من السرية الى العلانية

منذ أن تسلمت حركة النهضة الإخوانية مقاليد الحكم بدأ التطبيع في القطر التونسي يأخذ منحى علنياً خطيراً وغير مسبوق. فبعد الزيارات المتكررة ل “راشد الغنوشي” للأيباك قال رئيس المجلس اللاوطني التأسيسي المدعو مصطفى بن جعفر في تصريح أدلى به إثر زيارته للعاصمة النمساوية فينا “إن مطالبي تجريم التطبيع في تونس هم أقلية من القوميين المتطرفين”. وها هو اليوم عميد كلية الآداب بمنوبة يصرح على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بأنه ذاهب لإلقاء محاضرات حول “الربيع العربي” في سورية ومصر وفي كل من حيفا وتل الربيع المحتلتين وسط تعليقات من زملائه المطبعين تهنئه بهذه الخطوة الجريئة (كما يصفونها). وقد قام الكزدغلي بسحب ما كتبه بعد سيل التعليقات العنيفة التي نددت بزيارته المرتقبة!

 

المشكلة هي أن هذا العميد عرف بنشاطاته التطبيعية منذ أواخر تسعينيات العقد المنصرم (1998ـ1999) عن طريق اقامته لندوات مشتركة مع أساتذة تاريخ فرنسيين وصهاينة ممن ينتمون إلى حزب شاس وذلك بالتناوب بين فرنسا وتونس وفلسطين المحتلة كما أنه خصص جزءا كبيرا من بحوثه للأقليات في تونس وخاصة منها الأقلية اليهودية بما يتماشى مع أجندة أعداء الأمة العربية، بالإضافة للمقالات والبحوث العديدة التي نشرها في مواقع صهيونية وشهادات الشكر التي تلقاها من تلك المواقع ومنها موقع صديقه التونسي المتصهين سهيل فتوح.  هذا العميد الذي تكررت زياراته لمقبرة أوشويتس في بولونيا (أخرها في العام 2011) للبكاء على ضحايا المخرقة وهو يتجنب المرور كل صباح من الممر المختصر الذي يوصله إلى مكتبه كي لا يدوس على علم الكيان الصهيوني الذي رسمه الطلبة على الأرض.

 

كلية الآداب بمنوبة لمن لا يعرفها تكنى ب”بغداد الجامعة التونسية” وقد سميت كذلك لأنها كانت شاهدة على الرابطة القومية التي جمعت ولا تزال شعبنا العربي في كل من العراق وتونس، وقد استحقت هذا اللقب بصمود طلبتها المناضلين في وجه أحد أعتى النظم العربية بطشا وأكثرهم فسادا نظام بن علي… كلية منوبة أو كلية الشهيد البطل المجاهد صدام حسين المجيد التي شيدها بمال العراق يترأسها اليوم المطبع الحبيب الكزدغلي، وسط صمت مريب لمعظم القوى والأحزاب السياسية والمنظمات الشبابية والطلابية للأسف.

 

إننا نخشى إن لم يتصدى أحرار تونس لهذا المطبع وكل المطبعين أن يستفحل الداء وأن يشجع هذا الصمت أعداء أمتنا على أن يتجرؤوا أكثر علينا.  وإننا نعتبر أن هذا التطبيع تتحمل مسؤوليته وتغطيه حركة النهضة التي قال مرشدها العام في واشنطن أن حركته لن تمرر دستوراً يجرم التطبيع، وأنها غير معنية بالصراع العربي-الصهيوني بل “بالديموقراطية في تونس”!!

 

وعليه، فإننا نطالب كل مكونات اتحاد الطلبة القومية واليسارية في الجامعات التونسية عموما و في جامعة منوبة خصوصا بالانتفاض على تدنيس المطبعين للجامعات التونسية. ونهيب بكل القوى والشخصيات السياسية والوطنية الحرة العمل على ملاحقة المطبعين ومحاصرتهم بكل الوسائل المتاحة ومن بينها النضال عبر تشكيل ائتلاف وطني لمناهضة التطبيع من أجل فرض الفصل 27 في الدستور والذي يجرم كافة أشكال التطبيع مع الصهيونية.

 

ان النضال ضد التطبيع والصهيونية هو المقياس الرئيسي اليوم لفرز القوى الوطنية الحقيقية في تونس التي لا تتنصل من ثوابتها القومية والتي كان وفاؤها لامتها وللقضية العربية المركزية قضية فلسطين بوصلة محدِدة لمواقفها السياسية.

 

لائحة القومي العربي/ تونس

27/11/2013

 

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=714357895243058&set=a.419967428015441.105198.419327771412740&type=1