adnan-zaghloul.jpg888

تلخيص فداء الرمحي – حملة استحِ

18/1/2015

 

من المؤكد ان أمنية كل مسلم ان يرزقه الله الصلاة في مسجد الأقصى، وبما ان المسجد الأقصى هو ثالث مسجد يشد له الرحال، هل تكون الاستجابة للنداء بشد الرحال لسفارة الكيان الصهيوني للحصول على إذن بالدخول الى المسجد الأقصى؟ هنا اصبح الكيان الصهيوني هو الدولة المستضيفة (وهذا يعتبر تطبيعاً)، وهي تعمل على ان يكون برنامج الزيارة على اكمل وجه لكي تظهر انها تسمح للجميع بممارسة شعائرهم الدينية.

 

 

يمنع الكيان الصهيوني الشعبَ العربي الفلسطيني بنفس الوقت، الذي يتوافد عبر سلسلة من الحواجز ونقاط التفتيش والغازات المسيلة للدموع وغيرها من وسائل القمع، من الوصول الى المسجد الأقصى بالرغم مما يدفعون من حجارة مرشوقة وجراح نازفة واشتباكات دامية مع جنود الأحتلال وقطعان المغتصبين .

 

 

فهنا سؤال يطرح نفسه: اذا كان الكيان الصهيوني هو مغتصب كامل التراب الفلسطيني الذي يحتوي على المسجد الأقصى ويعمل على اخراج من بقي بمدينة القدس فاين يقع الواجب، ان تشد الرحال للصلاة بمسجد الأقصى ام للتحرير ؟؟؟

 

 

فكل من يفتي بمشروعية الصلاة بالمسجد الأقصى عبر طرق باب الكيان الصهيوني يفتي بجواز التطبيع مع الكيان الصهيوني والأعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على فلسطين وهو اعتراف بباطل تترتب عليه مفسدة وضياع حقوق، وفيه إذعان يترتب عليه انتقاص ركن من اركان العبادة وهو العزة المستمدة من قوله تعالى “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”.

 

 

فالأحرى بمن يفتي بمشروعية الصلاة بالمسجد الأقصى وهو رهينة بيد المغتصب ان يتذكر ان في الدين فرضا بقتال المعتدين وطرد الكيان الصهيوني من كامل التراب العربي الفلسطيني والتغافل عن مثل هذا الفرض من صفات المنافقين.

 

 

من يقول ان الرسول قد اعتمر ومكة بأيدي المشركين فهذا قياس خطأ، فالمشركون من قريش وغيرهم في مكه هم أصحاب ارض مثلهم مثل المسلمين وليسوا مغتصبين ولا غزاة مثل اليهود في فلسطين.

 

 

مع إصرار الكيان الصهيوني على حقه التاريخي بالقدس وزعمه بوجود الهيكل وان القدس “أورشليم” عاصمة “إسرائيل” إلى الأبد، ما هي الأهداف السياسية الصهيونية من وراء هذه الزيارة ومفتاحها الإذن من الكيان الصهيوني؟ 

 

 

أولاً – فرض أمر واقع واعتراف ان القدس ارض صهيونية ويتم أخذ الأذن من “الدولة المضيفةَ” بحق زيارة أراضيها. 

 

ثانيا – ان الكيان الصهيوني كيان متسامح يراعي جميع الأديان ويسمح للجميع بزيارة أماكن عبادتهم ومنهم المسلمون لأداء شعائرهم. 

 

ثالثا – هي طريقة ذكيةً من شأنها إزالةُ الاحتقانِ لأهل الإيمان والإسلام وتحقيق امنيتهم بأداءِ صلاةٍ في الأقصى قبل مَماتِهم وبهذا يكونون قد ظفروا بـ”مُرادِهم”، لينتهي الأمرُ من النِقمة والاحتقان إلى القـَـبول والاطمئنان بِنَوالِهم ما يظنّون أنه المَقصِدُ والغاية.

 

رابعاً – الترويج لثقافة “السلام” و”التطبيع” وتقبل وجود الكيان الصهيوني في المنطقة، ودعم الزاعمين أن “عملية السلام” أتت أكلها…

 

 

و ”عملية السلام” هذه وأخواتُها من المسمَّيات والمضامين الصهيونية مثلاً “ثقافة الحوار” و“تعايش الجِوار”، ” قبول الآخَر”، “نبذ العنف” كلها تنتهي بالتنازلات والمحرمات بَدءاً من الاعتراف ثم بالقَبول بأجزاءٍ من الوطن، ثم بالتخلَي عن حقنا في العودة بحكم الواقع و تقادم الزمن، وبالسكوت عن الاستيطان… لكنَّ ثمَةَ قضيةً بقيتْ حيَةً في قلوب أصحابها لا زالت عصيةً على المؤامرات، ومُحرِجةً عند التنازلات.. ألا وهي القدسُ والمقدسات، حتى يتفتَّق الذكاءُ عن طرح مشروع “صلاةٍ قبلَ الممات”، فلَقِيَ هوىً في صدور”أهل الإيمان” وغايةً في نفوس تجّار الأوطان.

 

 

لكن القضية ليس قضية الصلاة او ممارسة شعائر دينية وهي أيضا اكبر من اعمار مسجد وترميم جدران انها قضية وطن مطلوب التفريط فيه وقضية حق ندعى الى التنازل عنه وقضية كرامة وقضية وجود فالصلاة بالمسجد الأقصى لن تكون بأذن من الكيان الصهيوني بل تكون بالسلاح والمقاومة للتحرير والحرية لكامل التراب العربي الفلسطيني .

 

 

مختصر مقالة للمهندس عدنان زغلول في “رأي اليوم” 11/10/2015

 

 

لقراءة النص الكامل، الرجاء الضغط على الرابط:

http://www.raialyoum.com/?p=203293

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion