استضافت جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية المطران العروبي عطا الله حنّا يوم السبت 20-12-2014 في قاعتها التي امتلأت بحضور جاؤوا ليستمعوا لحديث رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثودكس، المعروف بمواقفه الوطنية والقومية المناهضة للاحتلال والفتنة الأهلية.
وقد حذّر الأب المطران من مخططات الصهاينة لضرب النسيج الوطني لعرب فلسطين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 من خلال سعي اليهود لتجنيد المسيحيين في جيش الاحتلال الصهيوني لسلخهم عن شعبهم العربي الفلسطيني، وإن كانت هناك حالات قليلة فإنها تبقى حالات فردية لا يمكن أن تعمّم على مسيحيي فلسطين الصامدين مع إخوتهم المسلمين تحت نير الاحتلال، مؤكداً أن العمالة والوطنية ليس لهما طائفة.
كما أوضّح الأب عطا الله حنا أنه يرفض الذهاب لمؤتمرات تعقد بالخارج تحت عنوان حماية مسيحيي الشرق، مؤكداً أن من يحمي المسحيين العرب إن تعرضوا للخطر هم إخوتهم المسلمين، فقد عاشوا معاً منذ القدم، وواجهوا الأخطار معاً، وواجهوا حملات الفرنجة على المشرق العربي معاً، مذكراً بالدعوات الكاذبة لتلك الحملات التي ادعت بأنها كانت تهدف لحماية مسيحيي الشرق على حد زعمها، ولكنها على أرض الواقع نكلت بالمسيحيين والمسلمين معاً، مستهدفة المسيحية المشرقية بشكلٍ خاص. وأضاف المطران أنه عندما يُسأل عن الطوائف الموجودة والتي تعيش في فلسطين، فإنه يؤكد أنه لا طوائف في فلسطين بل شعبٌ عربيٌ فلسطينيٌ واحد.
وضرب الأب عطا الله حنا للحضور مثالاً حياً عن قرية البروة الفلسطينية الواقعة في الجليل قرب ساحل عكا، والتي عاش فيها المسيحيين والمسلمين معاً، والتي نسف الصهاينة فيها المسجد والكنيسة المتجاورين إبان احتلال فلسطين عام 1948، ليصف مشهد اختلاط حجارة المسجد والكنيسة بعد نسفهما، فلا يمكنك أن تفرق بين الحجارة المتناثرة المختلطة لتحدد أي منها يعود للمسجد وأيٌ منها يعود للكنيسة، وهذا شبيه بنسيج المجتمع العربي الفلسطيني، ولكن اليقين الوحيد في تلك الحادثة هو أن من نسف وينسف كل ما هو فلسطيني، هو الصهيوني الغادر المحتل لأرضنا.
كما أكد المطران أن البوصلة ستعود لتتجه لفلسطين بعد زوال الضباب المصاحب لما يسمى بـ”الربيع العربي” مؤكداً أن انتفاضة فلسطين لم تتوقف يوماً وأن نضال الشعب العربي في فلسطين مستمر، وأن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا باتت ترى أن المفاوضات مع العدو الصهيوني هي عبثية ولا فائدة منها. كما حيّا المطران الإعتصام الأسبوعي لجماعة جك أمام مسجد الكالوتي في الرابية والرافض لوجود السفارة الصهيونية على الأرض الأردنية والمطالب ببطلان معاهدة وادي عربة.
ورداً على سؤال لأحد الحضور حول زيارة القدس والمقدسات في فلسطين أكد غبطة المطران عطا الله حنا أنه يتبنى موقف البابا الراحل شنودة الذي حرّم أي زيارة دينية للقدس وأرض فلسطين وهي تحت الاحتلال الصهيوني، وأن هذا يعتبر تطبيعاً، كاشفاً أن جميع أنواع التطبيع الاقتصادي والسياحي والزراعي والسياسي جريمة، وأكد البابا عطا الله حنا أنه سيكون أول المستقبلين لجميع العرب في القدس، عندما يأتون لأرضها محررين.
تحدث فأجاد، وأسهب فأوضح، وامتدت جلسته لأكثر من ساعة ونصف، مرت على الحضور كأنها طيف حلمٍ جميل، ولكن المؤكد أنه حدثنا تلك الأحاديث كلها، بلسانٍ عربيٍ مبين.
لمشاهدة فيديو المطران عطالله حنا في جمعية مناهضة الصهيونية رداً على سؤال من أحد الحضور حول زيارة القدس والمقدسات
[youtube_sc url=”http://www.youtube.com/watch?v=GVlFVeymTek”]
للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/nozion