10736050_982495981767637_1520007539_n

 

 

 

(نفتخر أن كاتب دعوة اعتصام “جك” هذه المرة هو شابٌ أردني لم يكن يبلغ بضع سنوات من العمر عندما وُقعت معاهدة وادي عربة الخيانية في 26/10/1994، وفي ذلك رسالةٌ للصهاينة ومن عاهدهم من العرب أنهم ربما يفرضون معاهداتهم علينا ردحاً من الزمن، لكن أمتنا لن تقبل بها أبداً).

 

رفرف العلم الصهيوني على أرض الأردن لأول مرة قبل عشرين عاما بجانب العلم الأردني إيذانا بتوقيع معاهدة “للسلام” بين الدولة الأردنية والكيان الصهيوني لإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب بينهما فيما عرف لاحقا باسم “معاهدة وادي عربة”.

 

زعم موقعو تلك المعاهدة انها جاءت من اجل المصلحة العليا للبلاد ولتحقيق الازدهار والتنمية وإرجاع ما احتله الصهاينة من الأراضي الأردنية لكنها ما فتئت أن سقطت سياسيا وشعبيا رغم جميع المحاولات الرسمية وشبه الرسمية لتلميعها وتقديمها كإنجاز انبهر به العالم.

 

احتاجت الاتفاقية قانونا يمررها ويحافظ عليها فجيء بقانون الصوت الواحد في الانتخابات النيابية الأردنية، كما احتاجت الاتفاقية قبولا شعبيا فانبرت لهذه المهمة مجموعة من الأقلام والأبواق التي ترسم قصورا على الرمل وتجعل من الخيانة خيارا استراتيجيا ضروريا لمتطلبات المرحلة، وعندما لم يفلح كل ذلك بدأت الحملات المنظمة لتخريب الوعي الجمعي الأردني من خلال تغيير المناهج الدراسية وتغيير الحقائق لتقديم “إسرائيل” كشريك لا كعدو، وهو ما يمثل أحد استحقاقات المعاهدة.

 

كعادته لم يلتزم الكيان الصهيوني ببنود المعاهدة الساقطة اصلا وأكمل مشروعه غير آبه لكل ما وقع عليه، فقام بسرقة مياه نهر الأردن واستباح المقدسات العربية والإسلامية في القدس وناقش في الكنيست يوم الاثنين 27/10/2014 امكانية سحب الوصاية الأردنية عن المقدسات في القدس، كما قام بشكل مستمر باستباحة غور الأردن على علم ومرأى من الساسة الأردنيين، وما اغتيال القاضي رائد زعيتر إلا حلقة اخرى في هذه الخروقات التي تستقبلها الحكومة بشجبٍ على حياء او بمكافئة تعزز الوجود الصهيوني مثل اتفاقية الغاز المزمع إبرامها الشهر القادم والتي ستنتج تبعية اردنية كاملة للكيان الصهيوني.

 

يتحجج بعض المضللين بالأردن ان هذه المعاهدة لم تأتِ إلا بعد ان وُقعت كامب ديفيد واوسلو من قبلها، وأنها نتاج لمباحثات شاقة واتصالات سرية بدأت منذ عام 1967، وان المعاهدة رئة للفلسطينيين، وأنها تدعى استراتيجيا “تثبيت العدو”، وغير ذلك من التخاريف… ونقول لهم أن خيانة احد الاطراف لا تبيح الخيانة للجميع، وأن رئة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم لا يكون بدعم عدوهم وعدو الأمة أجمع بل يكون بمخاطبة العدو باللغة الذي يفهمها، لغة البارود والنار.

 

نقول لكم ان عروبة الأردن كما عروبة فلسطين لا مساومة حولهما وإن قبلتم أنتم ان تكون ام الرشراش ايلات فنحن لن نقبل، ونكررها لكم: لسنا بصدد المطالبة بتعديل المعاهدة أو استدعاء سفير أو طرد سفير، نحن ضد وجود العدو ابتداءا، وضد وجود اي تطبيع معه، وقد اثبتت العشرون عاما الماضية انكم فشلتم انتم ومعاهدتكم في جعل العدو الأول للأمة العربية جارا طبيعيا.

 

للأردن رجالٌ يحمونه، مناضلون نجحوا في ابقاء حالة العداء مع الكيان الصهيوني ظاهرة وموجودة، مناضلون لم تضل بوصلتهم عن العدو الحقيقي، مناضلون يعرفون ان لا نهضة تبدأ إلا بإلغاء معاهدة وادي عربة، ويعرفون ان الأردن حرٌ مستقل عربي ذو سيادة، وهم مستعدون لبذل حياتهم في سبيل تحقيق هذه الغاية.

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

 

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 241، يوم الخميس 30 تشرين أول ٢٠١٤، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

 

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

 

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

“جك”

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion