وحدها الهويات القاتلة تفسح الطريق لتهويد فلسطين ولاستباحة الأقصى وكل المقدسات، وفي ذكرى قرار “الاستعمار” البريطاني اختلاق الحدود بين فلسطين و سورية الذي صدر في 14 تشرين أوّل 1937، لا نغفل أن نقتدي بمن تصدّوا لمخطط التقسيم الأول، واستشرفوا نتائج الاحتلال البريطاني، والمخططات التقسيمية لأرض العرب، ومخططات إحلال اليهود مكان العرب، فقاموا يفهِمون المحتلين بالسلاح أن هذا وطن واحد سيظل واحدا، فقاتل ابن اللاذقية واستشهد على أرض يعبد، فإذ لم يكن قرار تقسيم الوطن ليمرَّ إلا فوق جثامين المناضلين الواعين أيامها، فيجب ألا يمرّ مخطط التقسيم الثاني مهما كلف الأمر.
في أيامنا هذه وحتى بعد أن فقدت بريطانيا طموحاتها الإمبريالية لصالح ربيبتها وربّتها “الويلات المتحدة”، فإن مجلس العموم البريطاني يصوّت للاعتراف بما يسمّى “دولة فلسطينية”، في خطوة يفرح لها بعض أبناء جلدتنا سفها منه رغم أنها غير ملزمة للحكومة البريطانية أصلا، وهي في الوقت ذاته تشكّل خطوة أخرى على طريق تشظية أوطاننا، وإسقاطا لسائر فلسطين المحتلة، وترسيخا للوجود الصهيوني الغازي عليها، وكما في السابق لم يكن ليمرّر مخطط بهذه القذارة لو كانت الحواضر العربية المركزية معافاة، فهذا لايمكن فصله عن الحربين على سورية، حرب الإرهاب الذي خلقته أمريكا، وحرب التحالف الذي حشدته أمريكا، وكل ذلك لإضعاف من يقاوم، والاستفراد بمن يساوم، لتقسيم المقسّم ولتحويلنا لإمارات طائفية متناحرة بحيث يكون الكيان الصهيوني المؤقت هو مركز المنطقة.
ولأن خلاص فلسطين كان دائما يأتي من دول الطوق فإن الإمبريالية مع بدعتها الصهيونية وحليفتها الرجعية العربية تقوم باستهداف الحواضر العربية في الشام ومصر، وإنه أيضا من واجب كل عربيّ حرّ واعٍ مخلص لفلسطين العربية، أن يقف ضدّ مخططات تقسيم الجسد العربي، إن كان بدويلة فلسطينية مزعومة أو بضرب للدول المركزية العربية، أو بالهويات المختلقة طائفية كانت أو قطرية.
شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..
شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 239، يوم الخميس 16 تشرين أول ٢٠١٤، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.