لن نركع

علّق الأسرى المضربون عن الطعام في سجون العدو الصهيوني إضرابهم بعد 64 يوماً من الصمود والبطولة، فلتلك الملحمة الجديدة نهدي اعتصامنا الـ223…

يرتج الحرف وتشحب الدعوة، فما يكتب الأول وعلى ماذا عساها ترتقي الأخرى؟ أيدبج نشيد الفدائيين النازلين من الهضاب الشمالية، المقطرين من البادية الجنوبية؟ وتدعو المرابطين ليردموا الأغوار الشرقية بأظرفة الرصاص، ليوائموا البر مع خط صفر الآتين من البحر الغربي؟

أي إجابة نقدمها لأحشاء تجففت بالملح الصرف، وأي ظهر نقدمه ليسند الأجساد المهزولة بإذابة لحمها حمما تكتب لتاريخ الأمة صفحة جديدة من بروق عزها النادرة في عصرها؟

يمد أسرانا في سجون العدو الصهيوني راية معركتهم إلى أبدهم الآخذ في التقلص، واصلين التحامهم مع حرية الموت إلى صليته الأخير بعد 64 يوما من لفظهم لقيمات زرد الأسر الأصم. يلفون بقرارهم الأخير مساومات الآخرين بأكفان العار، تلقى في وجوه المتخاذلين كصلاة رياء لا تتقبلها سماء ولا تزيد في التاريخ إلا حجم مزبلته، منذ أن تحول المنتفعون من رايات المقاومة إلى موظفين إقليميين يتهاوون تحت أقدام القرارات الدولية والخيارات المرحلية بالتآمر على قضية شعبنا العربي، وأصبحت أمتنا محتكرة لرضى هذا العدو.

يا شعبنا العربي، صمد أسرانا بعد أن كسروا أي حاجز عرفه الجسد مع الصمود دون غذاء، ثم توجوه بالتخلي عن الماء وقد وصلوا أمتارهم الأخيرة في علاقتهم مع الحياة.

يا شعبنا العربي في كل مكان، إن العار الذي يلقي بظلاله على أمتنا في هذه الأيام هو أن النار تلتهم أرضنا العربية بيد أبنائها، فيما نرى بطولات “الثوار” الجدد عنينة تجاه قضيتنا المركزية، الأكثر وضوحا وشرفا.. فلسطين، فيما اتخذ هؤلاء الأسرى متاريسهم من أجسادهم لا زال البعض ينتظر مواقف من زبانية الاحتلال في سلطتي رام الله وغزة وكأن أي منهما أبدت أي إرادة لتحريرهم، ويتناسى هذا البعض أنه وإن كانت ارادة صمود هؤلاء الاسرى هي من تحررهم فإن المقاومة المسلحة هي من تثبت نصرهم، حتى لا نستمر في دوامة الاضرابات والمراهنة على أمعاء المقاتلين العزل. وهذه المقاومة كي تنطلق وتتصاعد هي بحاجة أكيدة لدعم من عمقها العربي، دعم يؤكد للمقاوم أنه امتداد لهذه الأمة، وأنه رأس حربة يشق طريقا ستملأه جموع من بعده، وأن الأسير لها رفاق لا يتخلون عنه.

إن أسرانا البواسل في رمقهم الأخير لا يكادون يدركون الآن أي مما يقال ويكتب عنهم إن كان يصلهم، لكنهم سيشعرون به بحساسية الاستشهادي العقائدي الذي يستخدم جسده بيانا بالنيابة عن الأمة..

لا جدل ان أعضاءهم الحيوية قد بدأت تشنجاتها الأخيرة، بعد أن بدأت توقف الكثير من وظائفها الجسدية وتضحي بالعديد من الحواس لتتشبث بالحياة حتى آخر عضو ينبض، فالعين إن لم تظلم تماما فقد تشوشت بالكلس المالح حتى ما عاد للضياء معنى سوى الهباء..

الأذن تهدر في صمم معلنة انسحابها العضوي مع باقي الأعصاب، ولعل الدماغ قد وصل إلى آخر خلاياه العاملة وركزها لترسل إلى القلب آخر أوامره.. أصمد ما استطعت إلى الأمل سبيلا، أصمد ولا تنتظر اوامر أخرى مني.. أيها القلب لقد تعطلت كل الأعصاب الواصلة بيننا ولا برقيات عن أنصار تخبرنا عنهم باقي الحواس. أيها القلب ذخر غرفك النابضة وأطلق آخر صليات الدم في شرايينك.. لا تستسلم ولو شح الوريد.. أيها القلب أنت وحدك من يتحكم في كل العقول والأعصاب بغريزتك القتالية.. المعركة معركتك يا قلب.. يا قلب الأمة النابض انبض حتى آخر نقطة في سطر ألمك وأملك..

ونظل نقول:
“فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة” إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 223، يوم الخميس السادس والعشرين من حزيران ٢٠١٤، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

“جك”

للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=300203043481438&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1