تحيي جماعة الكالوتي (جك) في اعتصامها الـ212 مرور أحد عشر عاماً على ذكرى احتلال العراق، الذي تم تدميره خدمةً للصهيونية، كما تحيي ذكرى عملية الخالصة البطولية عام 1974، ومخيم جنين عام 2002. ونلفت نظركم إلى تعديل موعد اعتصام جك ليصبح من السادسة حتى السابعة مساء…
كأننا نعقد مجلسا مصغرا تقوده نخبة انتخبتها البواريد لتزهر في ربيع ذاكرتنا القومية النقية، يشعل شمعتها الجكيون وهم يخلصون للذاكرة المجيدة بالمضي في إكمال نهجها، دفاعا في ملحمتي العراق وجنين، وهجوما يدل على اتجاه البوصلة في الخالصة فيما كان فرسان المقاومة ينسجون عباءة المجد الدامية في مخيم جنين.
وقد انتهى العد العكسي الذي قدمه ساسة العالم لتسليم المخيم وأبطاله المحاصرين بمئات الدبابات التي ردها المخيم قبل وقت ليس بالطويل لمرتين متتاليتين خلال انتفاضة الاقصى، دون أن يظفر العدو في كلتاهما بغير الخيبة وسخرية الاطفال.
كان نيسان يوشك أن يقدم جرحا آخر للأمة لا يعوزه الإباء. هذه المرة في العراق الذي بدا أن الصهيونية العالمية قد قررت ساعة صفره بعد انهاكه بحصار دام 13 عاما، لم يكن فيه ما هو أشد ألما من تآمر النظام الرسمي العربي، الذي كان هو الخنجر في صدر العراق، وبوابة الحصار المؤتمر بقرار اسياده في البيت الأبيض، فكانوا علاقمة العصر التي غذت آليات العدو ببترولها، ودنست أرضنا بتأجيرها للمغول الجدد الذي سيبدأون احتفالهم الدموي في التاسع من نيسان 2003 لم يكن مخيم جنين مبتورا عن تاريخ المقاومة، لكن العدو أغبى من أن يعترف بخصم خبره طوال عقود، فلا هم المهزومون في خرافة “مسعدة” اليهودية لينتحروا دون قتال، ولا مخيمهم أكذوبة أريحا التي ستسقط أسوارها في اليوم السابع بدوران الضباع حولها.
إن كان المخيم تاج مرحلته، فهو جزء من تاريخ عتيد من المقاومة والفدائية، وهو المخيم الذي يتذكر مقاتلوه مفخرة نيسانية سبقتهم بثلاثة عقود سطرها مغاوير شعبنا العربي في عملية الخالصة، مؤكدين على وجهة حرابهم نحو فلسطين، وأن وحدة العرب هي الحالة الطبيعية الوحيدة القابلة لتحقيق النصر، حين شد الرفاق الثلاثة سواد العراق بقدود حلب ليعزفوا رصاصهم على أرض صفد، عائدون لأرضهم التي امتلكوا ويمتلك أبناءهم الحق فيها أكثر مما يمتلكه خنعات التطبيع من فلسطينيين بالاسم ككاهنهم محمود عباس الذي نعق بما نعق ونعرفه. فجاوز أسود الهلال حدود سايكس بيكو النفسية قبل ان يعبروا ما نصبه الكيان من حواجز، يقدمون لذاكرتنا تاجا من المثل في القومية والبطولة بمعركة الخالصة التي اقتحموا فيها مغتصبات العدو الصهيوني يوم الحادي عشر من نيسان 1974 مجندلين 18 صهيونيا وتاركين تواقيع رصاصاتهم باسم شعبنا العربي على أجساد 15 آخرين باعتراف العدو وأكمل المخيم مسيرته على امتداد نصف نيسان الأول من حرب الشعب الملحمية، قادتها كوكبة من الرجال ببضع رشاشات وآر بي جي واحد ومما جمعه الأطفال من أنابيب وأكواع وحشوها بالبارود، مقابل 400 دبابة و150 طائرة وعشرات اخرى من الآليات والجرافات ونحو 5000 آلاف جندي متبدل. خاض رجاله معركتهم الأخيرة في الخامس عشر منه ومتراسهم الأخير عين العاصفة التي فقأت عين الانسانية للعالم المتآمر، الذي انهزمت كرامته وهو يرتد عن وصف المجزرة ويعتذر عن ألمه العفوي الذي أثاره عمق الدمار، وأكثر من مائة شهيد ومفقود وحطام كامل على مساحة نصف كيلومتر مربع هي مساحة المخيم، فحاول انسانيو الأمم المتحدة استغلال الجراح، واكمال الجزء الثاني من عقيدة الصدمة التي انتهجوها في كل مكان وصلته انسانيتهم، لاستغلال حاجات الناس الأساسية، معتقدين بداهتها، قبل أن يكمل أطفال ونساء ورجال المخيم الأحياء ملحمة شهدائهم، ويثبتوا ردهم بركل ورمي المساعدات الأمريكية والاوروبية وتتحول اغذيتهم إلى مستنقع قذر يدوسه سكان المخيم معلنين انهم لا يهزمون بالدمار أو الجوع أو كثرة الشهداء، مضيفينها إلى قائمة خسائر العدو التي اعترف ب30 قتيلا و150 جريحا وعشرات الآليات المدمرة.
إن غابت بفعل التقادم ذكرى الخالصة، فإن النار في مخيم جنين لا زالت ساخنة في ذاكرة العرب عموما والعراقيين خصوصا حين أطلق العدوان الأمريكي الصهيوني عدوانه على بغدادنا، لقد علم شعبنا في العراق ان العدوان آت في اي لحظة، لكن قلوبهم عمرت بالمقاومة خلف قائد جذري حاسم في إبائه كالشهيد صدام حسين المجيد، فما كان الصاروخ الذي كان بمثابة بوق يهوذا الذي دك فجر بغداد إلا صيحة التكبير وشد الرشاشات بانتظار معركة الكرامة، وناقوس مقاومة امتدت خلف خطوط العدو، غير آبهة بسياسة عربية سلبية أو متآمرة، فظلت ضربات الهاون وأعيرة القناصة تزغرد في أجساد الأعداء في أم القصر جنوبا وحتى جبال كردستان مرورا بالموصل وبغداد، مثبتة للتاريخ وحدة المقاومة رغم معركة مذهبة الشعب التي قادها العدو، فكان العراق اشم وظل كذلك، يخوض معركة مصيره مرة أخرى ضد الاحتلال لينتصر كما هي سنن الشعوب الحرة الواعية بحقيقتها القومية، فأثبت العراق أنه وإن أحتل فإنه لم يسقط، ويظل رجالنا في معاركهم يمهدون الطريق لمعركة المصير الكبرى التي ستمتد ضد العدو وأعوانه في كل مكان من ارضنا العربية وتحرير كل شبر فيها من كل محتل، لتنتصر إلى مصيرها المحتوم.
لذكرى ونهضة بغداد الرشيد التي أحرقها همج العصر ..
لذكرى ونهج أبطال الخالصة ونقاء بنادقهم القومية ..
لذكرى أنموذج الصمود في مخيم جنين ودروسه الثقافية والبطولية ..
لنيسان الربيع الحقيقي نقف ضد وكر الصهيونية الذي يدنس كرامتنا ..
“فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة” إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.
شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..
شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 212، يوم الخميس الموافق في 10/4/2014، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبةً بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية فيها.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.
“جك”
للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/nozion1/posts/274477956053947?stream_ref=10