شهداء يوم الأرض عام 1976

 

يكرّس يوم الأرض فكرة عروبة أرض فلسطين التي يحاول العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية يومياً بشتى الوسائل المبتكرة والمُتاحة أن يلغيها أو يشتت انتباه الناس عنها بنقل التركيز من هوية الأرض إلى هوية السكان.  وقد سُمّيَ يوم الأرض بهذا الاسم لأول مرة في 30 آذار 1976، حين قام الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 بمظاهرات كبيرة وواسعة النطاق، احتجاجاً على مصادرة أراضٍ عربية لصالح العدو الصهيوني. وتُعتبر مصادرة الأراضي العربية الشكل الأبرز الذي يستخدمه العدو الصهيوني لتهويد فلسطين ولكنها ليست الشكل الوحيد؛ فالمشاريع السياسية الداعية لاندماج فلسطينيي ال48 في النظام السياسي الصهيوني من خلال المشاركة في الكنيست ومؤسسات الدولة الصهيونية، ومشروع الدولتين، ومشروع الدولة ثنائية القومية إلى ما يسمى الدولة الديموقراطية العلمانية، تشترك جميعها بتجاوز الحقيقة الأساسية في الصراع، ألا وهي عروبة فلسطين.  وكل هذه المشاريع مرفوضة لأن الحفاظ على عروبة الأرض يحتاج بالضرورة لبرنامج تحرير.

 

وبعد أكثر من قرن على بدء الصراع، وبعد عقودٍ على يوم الأرض، ها هو العدو الصهيوني مستمر في ابتكار وسائلَ مختلفة لتمرير مشروعه الاستيطاني الإحلالي، وما قانون برافر (أو مخطط برافر- بيغن) إلّا شكلٌ جديد من أشكال تهويد فلسطين.  هذا القانون الذي أقرّه الكنيست في حزيران 2013، والذي يمهّد لمصادرة 850 ألف دونماً من أراضي النقب وتهجير عشرات الآلاف من بدو النقب المقيمين فيها. وقد خرجت التظاهرات المنددة بهذا القانون في حيفا والنقب ورام الله وغزة وفي الشتات، وعليه فإن قانون برافر هو جزء من مشروع التهويد، ويستهدف تفكيك الهوية العربية الفلسطينية للنقب، وهو بالضبط النمط الصهيوني الذي قام يوم الأرض للاحتجاج عليه.

 

أخيراً وليس آخراً، فإن الشكل الأخطر لاستهداف عروبة فلسطين يتمثل بالمفاوضات التسووية التي ينجرّ إليها من يدّعون التحدث باسم فلسطين، بينما هم حقيقة يفرّطون بها بأبخس الأثمان.  فبعد توقف المفاوضات العلنية بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني في عام 2010، رأينا جون كيري يعيد إحياء تلك المفاوضات بمبادرة منه في تموز 2013 من خلال جولاته المكوكية التي بلغت اثنتي عشرة جولة حتى الآن.  وبعدما كرست المعاهدات الاعتراف الرسمي (لا الشعبي) بمشروعية وجود الكيان الصهيوني وبحدوده الآمنة، يهدف العدو الصهيوني من مشروع كيري إلى إضافة اعتراف السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية بيهودية دولته، وهو ما يمثل مصادرة بالجملة للأرض واغتصاباً لعروبتها ولتاريخها.  وقد استجاب الخائنون وأعداء الوطن لهذه المبادرة، وعارضها وما يزال كل من يرفض أشكال التفاوض والصلح والاعتراف بالعدو الصهيوني.  ومن خلال مراجعة التاريخ القريب، فإننا نرى أن عمليات التهويد زادت بعد اتفاقيات الذل مع أعداء الأمة: أوسلو، وادي عربة، و كامب ديفيد، واستمرت وتصاعدت خلال التفاوض على مشروع كيري، ومنها قانون برافر الذي اوقفت الاحتجاجات الجماهيرية تقدمه، فجمده العدو الصهيوني ولم يلغه، استعداداً لانقضاضٍ جديد.

 

إذن؛ ما تظاهرات يوم الأرض منذ عام 1976، والتظاهرات المنددة بمشروع برافر، والتظاهرات التي تقوم ضد مشروع كيري إلا سلسلة لمقاومة استكمال العدو الصهيوني مشروعه في تهويد فلسطين والقضاء على عروبة أرضها. ولا شك أن عمليات التهويد ستزداد حكماً كلما انخرط البعض في المفاوضات والعلاقات التطبيعية.  وعليه فإن واجبنا هو المقاومة بكافة الأشكال، وعلى رأسها الكفاح المسلح لتحقيق مشروع تحرير فلسطين.

 

فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة” إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.

 

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

 

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 211، يوم الخميس الموافق في 3/4/2014، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبةً بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

 

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية فيها.

 

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

 

جك

 

للمشاركة على الفيسبوك:

 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=272288916272851&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1&stream_ref=10