دقامسة فليترجل

 

تتابع السلطات في الأردن مفاجأة الشعب العربي عامة و خاصة الأردنيين، بالاستخذاء تلوَ الاستخذاء، ما يترك كل من لا يدرك حقيقة الحال السياسية في الأردن مذهولا، كأن على رأسه الطير، فمن صمتٍ متواطئ أمام دعوات صهيونية برفع الإشراف الأردني على المقدسات في القدس التي يُصار إلى تهويدها منذ زمن، إلى صمت مذلّ أمام دعوات ضمّ غور الأردن من قبل الكيان الصهيوني، إلى إجبار أهالي الأسرى الأردنيين على التطبيع لقاء زيارة أبنائهم، إلى غثاء للاستهلاك الإعلامي يأتي لاستيعاب وتوجيه غضب الشارع وتضليل بوصلته بعد مقتل الشهيد القاضي رائد زعيتر، والتصرف كجمعية خيرية بدل من التصرف كدولة المفترض أنها ذات سيادة، ثم الكذب بشأن التصريحات الصهيونية وكونها اعتذارا”، إلى الفرقعات الإعلامية التي اتضح كذبها من قبل مجلس النواب الذي لا يصلح لشيء ولا حتى كجهة يوجه لها التوبيخ والتقريع، وهي في أفضل سيناريو لو كانت صادقة لكانت مضللة إذ أنها تحصر المشكلة في الحكومة، وهي في حقيقتها مجرد تضليل للرأي العام حتى يصب غضبه على نواب لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، جاءت بهم السلطات الفاسدة، فهم منها ولها.

 

وفي خضم هذا الليل البهيم، تلمع نجمة في سماء الأردن، ويعلن الجندي الأردني البطل أحمد الدقامسة، إضرابا مفتوحا عن الطعام، يشعّ فيه بصيص ضوء مستمر يعيد تصويب البوصلة باتجاه القضية العربية المركزية، والقضية الأردنية المصيرية، أي فلسطين العربية المحتلة، وهو إذ يختار هذا التوقيت للإضراب عن الطعام يعلّمنا درسا في ألا نفور غضبا ليومين ويومين ثم نهدأ، بل إن صوت معدته الفارغة منذ أيام، يطنّ في أذن كل أردنيّ وعربيّ وشريف ليذكره بحجم المذلة التي بلغناها، لعلنا نسترد بعضا من كرامتنا التي يصنعها لنا أحمد الدقامسة والأسرى المضربون عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني.

 

الأحداث كثيرة وتتابع كل يوم، ومن المحطات الرئيسية في تحرير الأردن من دوره الوظيفيّ وإعادته لحضن العروبة، إعلان بطلان اتفاقية الذل والعار (وادي عربة) الباطلة أصلا، والإفراج عن الجندي البطل أحمد الدقامسة مع الاعتذار الرسمي له ولذويه وللشعب الأردني عن سجنه، واحتضان المقاومة العربية ضد المحتل الصهيوني، الذي يحتل فلسطين، ويحتل أراضٍ أردنيةً، حتى أنه ليغتصب القرار الأردني الذي لو كان حرا لأفرج عن الدقامسة البطل وانتقم للشهيد زعيتر بإعلان بطلان وادي عربة، وطرد السفارة الصهيونية وقطع العلاقات، واحتضان المقاومة الشعبية، وفي خضمّ هذه الأحداث لابدّ من التنويه إلى أننا في اعتصام جك، نعرف إلى من نتوجه، فنحن لا نخاطب العدوّ باعتصامنا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات وتسعة أشهر، فالعدو لا يسمع إلا الرصاص، ولا نخاطب السلطات الحكومة ولا مجلس النواب، فهم وظيفيون في سلطة وظيفية، بل نخاطب الشعب العربي الأردني فنقول:

 

لأجل أن نستعيد بعضا من كرامتنا المسلوبة والمعروضة في سوق العمالة والخيانة والتنسيق الأمني، علينا أن نتحدّ في مطلب جذريّ واضح، يشمل كل المطالب الفرعية التي نكرس اعتصامنا هذا لأحدها، أي الإفراج عن الجندي أحمد الدقامسة فوراً، أما المطلب الجذريّ فهو إعلان العداء للعدو الصهيوني والذي يشمل بنودا رئيسة من إعلان بطلان معاهدة وادي عربة، وطرد السفارة الصهيونية نهائيا وقطع كافة أشكال التنسيق الأمني والدبلوماسي مع العدو الصهيوني، واحتضان نهج المقاومة… والإفراج عن الدقامسة فورا، لكن ليس كعملية تجميل للسلطة أو لامتصاص غضب الشارع، بل كأحد مظاهر الأردن الجديد العروبي المقاوم ذي السيادة، فهكذا وهكذا فقط سننعم نحن وأبناؤنا في وطن حرّ، ريثما تتحد الأمة في سبيل تحرير فلسطين العربية من البحر إلى النهر.

 

المطلوب هو الإفراج عن الجندي البطل أحمد الدقامسة فورا، كخطوة في نهج المقاومة لا كعملية تجميل للسلطات الأردنية.

 

المطلوب هو الاقتصاص من قتلة رائد زعيتر، عبر دعم المقاومة، لا عبر المحاكم الدولية التي لا يمكن أن تكون في صفنا.

 

المطلوب هو وقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وتجريم التطبيع، ومعاقبة المطبعين.

 

المطلوب هو إعلان بطلان معاهدة وادي عربة وكل المعاهدات والاتفاقيات مع العدو الصهيوني.

 

وذلك اضعف الإيمان ريثما تستجمع الأمة طاقاتها لتسير على طريق تحرير فلسطين وإنهاء الوجود الصهيوني تماماً فيها.

 

فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة”إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.

 

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

 

 

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 209، يوم الخميس الموافق في 20/3/2014، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

 

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

 

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

 

موقفك. أرضك. قضيتك. .

 

“جك

 

للمشاركة على الفيسبوك:

 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=268088866692856&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1&stream_ref=10