من يعتقد أن مقتل الشهيد رائد زعيتر على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني كان مجرد حادثٍ فردي، نتج عن ملاسنة مع جندي صهيوني حاول النيل من كرامة القاضي رائد زعيتر على معبر الملك حسين قبل يومين، ينسى أو يتناسى أن الاستهتار الصهيوني بحياة الأغيار أو غير اليهود متأصلٌ في التلمود، وفي التعاليم الصهيونية نفسها التي تستند إلى فكرة “شعب الله المختار”، ويتناسى أن ما جرى مع الدكتور رائد زعيتر لا يختلف عما جرى ويجري مع كثيرين ممن عاشوا في ظل الاحتلال الصهيوني في فلسطين أو جنوب لبنان أو الجولان أو في كل مرة اغتيل فيها مناضل أو قائد أو شخصية عربية بارزة بأيدي الصهاينة، وفي كل مرة دمرت فيها الطائرات الصهيونية البيوت والعمارات على رؤوس المدنيين العرب العزل.
لا، إن ما جرى مع رائد زعيتر هو امتداد طبيعي لتاريخ الحركة الصهيونية منذ وجدت، تاريخ الدم والتآمر والفتن، وتاريخ الاحتلال والاضطهاد والتلاعب بمصائر الأفراد والشعوب، وهو امتداد للتعدي على المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي يفترض أنه في عهدة الأردن ورعايته، والذي يتعرض لانتهاكات يومية من قبل الصهاينة.
ها هو دم رائد زعيتر يسيل اليوم ليروي ارض فلسطين، وليكشف عري من يطبعون مع العدو الصهيوني وينسقون معه أمنياً وسياسياً ويركنون إلى معاهداتٍ مشينة معه لم يراعها يوماً…
وليكن واضحاً أن مطلب طرد السفير الصهيوني رداً على انتهاكات الصهاينة للاقصى، أو رداً على اغتيال مسؤول كبير في السلطة القضائية الاردنية مثل رائد زعيتر، هو مطلب تافهٌ وتنفيسي لأن الطرد قرارٌ يمكن التراجع عنه بكل سهولة، كما تم مراراً من قبل، ولأن المطلوب في هذه اللحظة أكثر بكثير من طرد السفير، وهو كما نصر دائماً: إغلاق السفارة الصهيونية في عمان، والسفارة الأردنية في تل أبيب، لا القيام بعملية تجميل سياسية للجريمة الصهيونية من نوع طرد السفير الصهيوني من عمان.
المطلوب هو الاقتصاص من قتلة رائد زعيتر، عبر دعم المقاومة، لا عبر المحاكم الدولية التي لا يمكن أن تكون في صفنا.
المطلوب هو وقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وتجريم التطبيع، ومعاقبة المطبعين.
المطلوب هو إعلان بطلان معاهدة وادي عربة وكل المعاهدات والاتفاقيات مع العدو الصهيوني.
وذلك اضعف الإيمان ريثما تستجمع الأمة طاقاتها لتسير على طريق تحرير فلسطين وإنهاء الوجود الصهيوني تماماً فيها.
كل بوصلة لا تتجه للقدس هي بوصلة مضللة أو مشبوهة أو مخترقة.
شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..
وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 208، يوم الخميس الموافق في 13/3/2014، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.