كل انحراف عن البوصلة في القضية الفلسطينية يبدأ من التنازل عن مبدأ عروبة كامل فلسطين من النهر إلى البحر. فمشروع “الدويلة” يفرط بـ78% من فلسطين العربية مباشرة ويرضى بسيادة منقوصة ومخترقة على بقيتها، ومشروع “الدولة ثنائية القومية” ينتهك مبدأ عروبة فلسطين مباشرة، ومشروع “السلطة الوطنية” على “أي جزء يتم تحريره”، كما نص عليها برنامج النقاط العشر التي اقرها المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة في العام 1974، يمأسس الانحراف السياسي في منظمة التحرير الفلسطينية لأنه أحل مبدأ “الدولة” محل مبدأ تحرير الأرض المحتلة.
العبرة هي أن مقياس “عروبة كل فلسطين” هو الاختبار الذي لا يخيب لأي موقف أو برنامج سياسي يتعلق بالقضية الفلسطينية من أي طرف فلسطيني أو عربي أو دولي، ولا معنى لما يسوق على أنه “تضامن” مع القضية أو الشعب الفلسطيني إن لم يستند لما نص عليه البند الأول من الميثاق الوطني الفلسطيني غير المعدل: عروبة كل فلسطين.
كذلك يمثل نهج المقاومة بكافة أشكالها، وعلى رأسها الكفاح المسلح، الطريقة الوحيدة للدفاع عن عروبة فلسطين في الوقت الذي يغيب فيه برنامج التحرير عن الميدان، ولو لم يغب عن الأذهان. فالمقاومة استراتيجية دفاعية لا بد منها لمنع تقدم العدو، ولمنعه من الاستقرار، ولمنع نهج التفريط والمساومة من التمادي في تقديم التنازلات.
ولا يجوز أبداً أن تعتبر “المقاومة المدنية الشعبية” بديلاً للكفاح المسلح كما لا يجوز أبداً أن يعتبر السعي لنيل قبول “الرأي العام الدولي” ذريعة للتخلي عن عروبة فلسطين! ولا تمثل مقاطعة الكيان الصهيوني بديلاً عن الكفاح المسلح، ولا ذريعة لقبول المستعمرين الغزاة على أرضنا إذا ما شاركوا في الترويج لمقاطعة محددة المقاييس تناهض عروبة فلسطين أو الكفاح المسلح أو تدعو للتعايش مع المحتل الغاصب.
ولأننا نعتبر ما سبق من البديهيات، فإننا نهدي اعتصام جك الـ207 للشهيد معتز وشحة الذي اغتاله الكيان الصهيوني في بيرزيت قبل أيام، فقد عبر بدمه وتضحيته عن سقوط نهج التفاوض والتسوية مع العدو الصهيوني، وعلى سمو نهج عروبة فلسطين كاملة والكفاح المسلح.
للشهيد معتز وشحة الذي قاوم دبابات الاحتلال ست ساعات، لذويه ورفاقه، ولكل السائرين على نهج المقاومة نفتخر بأن نشارك بتكريس الحالة الاستشهادية ضد العدو الصهيوني، حيث البوصلة الصحيحة.
كل بوصلة لا تتجه للقدس هي بوصلة مضللة أو مشبوهة أو مخترقة.
شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..
وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 207، يوم الخميس الموافق في 6/3/2014، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.
موقفك. أرضك. قضيتك. .
“جك”
للمشاركة بالإيفنت:
https://www.facebook.com/events/1398045317096991/permalink/1398045327096990
للمشاركة على الفيسبوك: