مؤتمر تطبيعي في البيرة والقدس

الناس المقاومون يصنعون التاريخ… والعملاء يعقدون المؤتمرات

 

11/1/2014

وسام عبدالله– خاص بحمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

 

تحت شعار الناس العاديون يصنعون التاريخ” وفي ظل “عناق” العلمين الفلسطيني و”الإسرائيلي” في جهة ولافتة تحمل عبارة (people make peace) الإنجليزية بالإضافة إلى العبرية انعقد مؤتمر تطبيعي في البيرة والقدس يومي 9 و10/1/2013. أما باللغة العربية فلم يكلف أحد من المشاركين الفلسطينيين؟؟؟ نفسه عناء الاعتراض على تلك العربية الركيكة التي ترجم بها الشعار (جعل الناس سلام) بدلا من الناس يصنعون السلام، وهكذا جاءت العبارة مفرغة تماما من معناها تماما كما هذا المؤتمر مفرغ من أي انتماء للوطن.

 

عقد هذا المؤتمر التطبيعي الفلسطيني – “الإسرائيلي”، الذي دعت إليه منظمة صهيونية تحمل اسم(Minds of Peace)، لمدة يومين: يوم الخميس في فندق الـ”ستي إن” في مدينة البيرة، ويوم الجمعة في فندق الإمبسادور في مدينة القدس.

 

وكان يفترض أن يظل المؤتمر سرا مكتوما، لا تُعرف تفاصيله، ولا شخصيات المشاركين فيه. لكن خبر المؤتمر تسرب بطريقة ما وتجمهر نشطاء وطنيون ضد التطبيع أمام الفندق، كما تمكنوا من تعليق يافطة على مدخل الفندق، كتبوا عليها: “التطبيع خيانة”، قبل أن يلقوا الحجارة باتجاه بواباته ويحطموها.

 

أحد النشطاء قال بأن رجال شرطة وأمن فلسطينيين يرتدون الزي مدني حاولوا اعتقال الصحافيين ومنعوهم من التصوير خلال الاعتصام ضد المؤتمر التطبيعي، لكن بعض الصحافيين تمكنوا من الدخول إلى قاعة الاجتماع والتقاط الصور.

 

أما في مدينة القدس فإن الشباب المقدسي الحُر تحرك وأُفشل اللقاء بعد أن اقتحمت مجموعة من الشباب الفندق هاتفين “فلسطين عربية” ثم طردوا المجتمعين للشارع وأغلقوا أبواب الفندق.

 

وكان المؤتمر قد بدأ بفندق “الامبسادور” بكلمة افتتاحية للقائمين على المؤتمر القاها وسام سدر مدعيا أن هدف المؤتمر هو “أن على المواطن الفلسطيني معرفة ما يدور حوله”؟؟؟؟؟.

 

وفي كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية أصر إبراهيم عنباوي أن المؤتمر هو ضد التطبيع وقال “نحن لنا مطالب يجب أن يفهمها الشعب الاسرائيلي”، دون أن يوضح لنا كيف يكون المؤتمر ضد التطبيع فيما هو يجلس مع المحتلين وجها لوجه ويتحاور معهم، ما يجعلنا نتساءل أي تطبيع أكثر من هذا؟؟؟.

 

وهنا تمكن عدد من النشطاء المقدسيين من دخول القاعة وحصلت مشادات كلامية بين الناشطين والقائمين على المؤتمر وسط ترديد هتافات منها:” التطبيع ليش ليش …ونحنا تحت رصاص الجيش…إسرائيلي برا برا من القدس ورام الله ….” وقد نجح النشطاء في إخراج المشاركين من قاعة المؤتمر بالقوة، وتمكنوا من إفشال المؤتمر الذي شارك فيه ضباط أمن سابقون في السلطة الفلسطينية، وكان من أبرز الشخصيات الفلسطينية في مؤتمر العار حسن شتيوي، وهو عضو مجلس ثوري حالي وعقيد متقاعد بالأمن الفلسطيني الأمن الوقائي”، وشخصيات إسرائيلية تسعى للترويج للعملية السلمية.

 

وقد صدر عن المؤتمر بيان يحاول تبرير عقد المؤتمر ويوضح أهدافه لكن البيان صيغ بلغة عربية ركيكة جدا تجعل فهم محتواه أمرا شبه مستحيل.

 

إن جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية تحيي هؤلاء الشباب الرائعين الذين جابهوا قوات الأمن لإفشال المؤتمر وتأمل أن تتصاعد تلك المقاومة للعملاء والمطبعين، لكننا لا نفهم تلك العبارة في الكلمة الافتتاحية بأن “على المواطن الفلسطيني معرفة ما يدور حوله” كما لو أن الحواجز والقمع والإذلال اليومي لا تكفي ليعرف الفلسطيني ما يدور حوله، ولا كيف يعقد مؤتمر تطبيعي بامتياز ثم يخرج أحد المشاركين ليقول بكل وقاحة أن المؤتمر “ضد التطبيع”؟؟؟

 

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=245324085636001&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1&theater