Israel” – Palestine Center for Research and Information”
د. إبراهيم علوش
مع اشتداد هجمة العولمة وتراجع دور الدولة في الرعاية الاجتماعية، تقدمت المنظمات غير الحكومية لتملأ الفراغ اجتماعياً وسياسياً لتكريس فكرة تقليص دور الدولة من جهة، ولتلطيف تأثيرات العولمة وانسحاب الدولة من جهة أخرى. وبشكلٍ موازٍ لقيام المنظمات غير الحكومية الممولة أجنبياً باستيعاب الناشطين السياسيين (سابقاً) في أطر تجمِّل وجه الحكم العالمي للشركات متعدية الحدود، تقدمت مراكز الأبحاث والدراسات الممولة أجنبياً لاستيعاب عدد كبير من المثقفين والأكاديميين ولتوظيفهم في سياق لا يقل براءة عن دور المنظمات غير الحكومية الممولة أجنبياً في الأهداف والأدوات والاجندات والارتباطات الخارجية.
وفي فلسطين بالذات تلعب المنظمات غير الحكومية الممولة أجنبياً، بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، دوراً مزدوجاً في ملء الفراغ الذي خلقه تخلي الاحتلال عن مسؤولياته القانونية تجاه الشعب الواقع تحت الاحتلال، بدعم مالي من نفس الممولين الأجانب الذين يدعمون ذلك الاحتلال طبعاً، مما يسهم بتبييض صفحة أولئك الممولين الأوروبيين والأمريكيين الداعمين للاحتلال الصهيوني أمام الشعب العربي ومما يسهم بخلق قطيع محلي من المتمولين أجنبياً يصبح دأبه وديدنه الحمد والتهليل للمنظمات غير الحكومية الممولة أجنبياً التي تحل المشاكل المعيشية اليومية للشعب الفلسطيني، فيما يقتصر دور ناقديها على إطلاق “الشعارات”… أما مراكز البحوث والدراسات الممولة أجنبياً فتلعب بدورها، بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، دوراً مزدوجاً في تسويق أجندة التطبيع والغزو الثقافي.
وإذا كان هناك من يتساءل دوماً، خاصة ممن يتلقون تمويلاً أجنبياً، عن دلائل ووثائق تقطع الشك باليقين حول دور منظمات ومراكز أبحاث التمويل الأجنبي في تسويق التطبيع، فإن الاعتراف يبقى سيد الأدلة، فهل هناك أبلغ من الاعتراف دليلاً؟
وفي هذه المعالجة سوف نركز على ما يقوله مركز “إسرائيل”-فلسطين للبحوث والمعلومات عن دوره، على موقعه على الإنترنت، في الترويج للتطبيع و”التعايش” و”ثقافة السلام”، مع العلم أن هناك عشرات المراكز الأخرى، المدعومة صهيونياً وأمريكياً وأوروبياً، التي تلعب الدور نفسه وأكثر، ومنها ما وثقه الإعلامي السوري ناصر الحريري في دراسة له متوفرة على الإنترنت بعنوان: “مراكز الأبحاث والمؤسسات العاملة في خدمة التطبيع والإستراتيجية الصهيونية”:
– مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية.
– معهد هاري ترومان لبحوث تطوير السلام.
– مركز البحوث والمعلومات الإسرائيلي- الفلسطيني.
– مركز جافي للدراسات الإستراتيجية.
– معهد ليونارد ديفيس للعلاقات الدولية.
– مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا.
– مركز تامي شتابنمبنر لبحوث السلام.
– معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب.
– المركز العربي اليهودي في جامعة حيفا.
– معهد العلاقات الإنسانية في جامعة حيفا
– معهد الدراسات العربية في جفعات حفيفا
– قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطي في الجامعة العبرية
– مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب ( باسم جافي أويا فيه )
– المركز الدولي للسلام في الشرق الأوسط
– والمركز الأكاديمي “الإسرائيلي”بالقاهرة .
ويمكن أن نضيف لقائمة ناصر الحريري “مركز بيريز للسلام” و”شبكة الشرق الأوسط” Middle East Web، و”برنامج بذور السلام” Seeds of Peace وغيرها كثير، فنحن لا نتحدث عن تكهنات هنا أو عن افتراءات، بل عن مشاريع واضحة وضوح الشمس للتطبيع وكسر حاجز العداء مع العدو الصهيوني، وفرض الرواية التاريخية اليهودية على العرب.
– مركز “إسرائيل”-فلسطين للبحوث والمعلومات
Israel-Palestine Center for Research and Information
لم تبدأ جهود التطبيع مع العدو الصهيوني من خلال منظمات التمويل الأجنبي مع اتفاقية أوسلو بالمناسبة أو وادي عربة، بل سبقتها ومهدت لها، وبالإمكان قراءة الكثير من أسماء العرب المشاركين بنشاطات المركز على موقعه على الإنترنت، بعضهم يعيشون بيننا للأسف. وفيما يلي تجدون معلومات مترجمة مباشرة عن أحد أقدم مراكز الأبحاث والدراسات العاملة في التطبيع والغزو الثقافي، وهو مركز “إسرائيل”-فلسطين للبحوث والمعلومات Israel-Palestine Center for Research and Information اعتماداً على موقعه على الإنترنت عبر فترات زمنية مختلفة يعود بعضها إلى ما قبل عشر سنوات… حيث يتابعه كاتب هذه السطور منذ ذلك الوقت، وليعذرني القارئ على ورود مصطلحات ملغومة ومشبوهة في الترجمة أدناه تركتها كما هي حرصاً على دقة الترجمة:
مركز “إسرائيل” – فلسطين تأسس عام 1989 في القدس… متخصص بتطوير حلول عملية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ومن المسائل التي يعني بها المركز طبيعة اتفاق الحل النهائي الذي يجب أن يصله الطرفان وترسيم الحدود ووضع القدس والمستوطنات، و”كيفية ضمان الأمن الجسدي للمواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين من جراء أعمال العنف التي يرتكبها الخصوم المتطرفون لعملية السلام على الجانبين”… و”تنمية المناطق الفلسطينية بطريقة مفيدة للطرفين”… وحل مشاكل المياه والبيئة… و”تثقيف أمتين مجروحتين باتجاه التعايش السلمي”.
ولدت فكرة مركز “إسرائيل” – فلسطين للبحوث والمعلومات IPCRI عام 1988 في مستهل الانتفاضة (الأولى – إ.ع) حين أصبحت مهمة مد جسور التواصل بين المثقفين “الإسرائيليين” والفلسطينيين مهمة عاجلة أكثر من أي وقت مضى. وتم استشعار الحاجة لخلق منظمة تواجه مباشرة مسألة كيفية تحقيق عملية سلمية يمكن أن تفي في الآن عينه بحق الفلسطينيين المشروع بتقرير المصير، وحق “إسرائيل” المشروع بنفس القدر بمصالحها الأمنية. فوجدنا أن قضية السلام يمكن أن تتم خدمتها بأفضل وجه إذا استطاع طرفٌ ما أن يصل إلى صانعي السياسة والقرار على الجهتين، ويضع أمامهما اقتراحات ملموسة جاهزة، ولهذا أسس مركز IPCRI .
وهكذا ابتداءً من المباركة المكتومة لعدد من قيادات م.ت.ف والقيادات “الإسرائيلية”، انطلق مفاوضون “إسرائيليون” وفلسطينيون لاختبار بعض الأفكار الجديدة من خلال IPCRI، واكتشفوا مناطق اتفاق جديدة. إن التأثير، تأثير المركز، يصعب قياسه، ولكن مركز “إسرائيل”-فلسطين فخور بإنجازاته. فالأخصائيون الأمنيون المجتمعون تحت مظلتنا هم الذين حفزوا فتح قناة أوسلو. والمفاوضات غير الرسمية التي انعقدت حول طاولة المركز الاقتصادية المستديرة ساهمت بتحرير سياسة “إسرائيل” الاقتصادية في الضفة الغربية. وخطة المركز المائية تؤخذ بعين الاعتبار في المفاوضات الثنائية والمتعددة. والمركز ساعد بتطوير سياسات جديدة بالنسبة لتحرير حركة العمال والتجار الفلسطينيين وفي وضع أول دراسة كبرى لتقييم حاجات ورغبات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة والقطاع.
كما أن المركز أجرى أول دورة تدريبية مشتركة لضباط الشرطة الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، وطور بالاشتراك مع المسؤولين البيئويين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” لائحة الأولويات للمشاريع البيئوية الهامة، “وهناك العديد من المجالات الأخرى، غير المرئية عادة، التي جعل فيها المركز صوته مسموعاً”. باختصار، إن المركز يلقى آذاناً صاغية من أولئك الذين يهم رأيهم…
وقد بقي عمل المركز مهماً بعد عام 1993. وفي النهاية يجب أن تقرر الحلول العملية على المستوى الديبلوماسي، لكن التوقيعات التي تذيل الاتفاقات الرسمية تظل مجرد رأس جبل الجليد، لأنها غالباً ما يسبقها الكثير من التحضيرات غير الرسمية. والمحادثات “الإسرائيلية” مع م.ت.ف لا تزال تكشف نقاط خلاف جديدة. وهكذا، فإن عدداً من المشاكل العملية لا يزال ينتظر الحل، وهنالك عددٌ من المسائل الحساسة، من الضواحي اليهودية في القدس الشرقية إلى الحقائق المقبولة في كتب التاريخ المدرسية، لا تزال لم تمس. لذلك فإن مساهمة المركز ما برحت لا يمكن الاستغناء عنها…
مركز “إسرائيل” – فلسطين للبحوث والمعلومات IPCRI لديه خمسة أقسام تنشط في مجال واسع من الحقول:
1 – قسم التحليلات الإستراتيجية، وهو يعنى بقضايا الحل النهائي، 2 – قسم التنمية والقانون، وهو يعنى بقضايا المجتمع المدني، 3 – قسم البيئة والمياه، 4 – قسم “طرق للمصالحة”، وهو مشروع متعدد الجنسيات للتثقيف بالسلام، ويهدف إلى تعليم مهارات تفكيك وإدارة وحل النزاعات … وحقوق الإنسان والتسامح، 5 – وحدة المركز الاستخبارية، وهي تضع التقييمات للمواقف التفاوضية الابتدائية والحلول الوسط الممكنة، كما أنها تدرس التطورات والأحداث التي تؤثر على العملية السلمية.
المركز يتبع منهجية عملية وواقعية في العمل، وهو يولد الحلول البديلة ويوفر منبراً آمناً للخبراء والمستشارين “الإسرائيليين” والفلسطينيين للانخراط بحل المشاكل بشكل خلاق، ولاستكشاف الخيارات ووضع أطر عامة للحلول، وهو ما يتم من خلال محادثات الطاولات المستديرة والمؤتمرات في القدس وطابا والقاهرة ولندن وأوكسفورد وتركيا وغزة وغيرها، ومنح مالية للأبحاث، والتوثيق المكتبي والألكتروني حول القضايا موضع الاهتمام من العملية السلمية إلى اقتصاد السلام إلى البيئة والمياه والمستوطنات واللاجئين والأمن والسياحة.
وفي معظم الحالات تقدم النتائج إلى السلطات المعنية، وأحياناً للجمهور. وقد وضع المركز حلولاً عملية مفصلة قابلة للتطبيق حول مستقبل القدس ومشكلة المياه والتحديات الأمنية والاتفاقات التجارية وغيرها. والمركز يقوم بالإضافة إلى ذلك بتزويد القيادة على الجهتين بالتحليلات والتعليقات المستمرة والنصائح. وفي بعض الأحيان نقوم بأنفسنا لعقد اجتماعات عالية المستوى لتحقيق الاتفاق بين الأطراف، وأحياناً نحاول كسب التأييد لأفكارنا بصمت.
المركز صغير الحجم، لكنه مؤثر. ويحتوي خليطاً من الأفراد ذوي المستوى الرفيع “على صلة مع صانعي القرار على الجهتين”. والمركز على صلة دائمة مع الجهاز الديبلوماسي لكل الدول التي تتصل بعملية السلام، و”مع أن عملنا يتم بعيداً عن الأضواء أساساً، فإن باعنا السياسي يكبر”.
على “الإسرائيليين” والفلسطينيين أن يتعلموا العيش معاً، ولذلك سيكون هنالك دائماً دور لمنظمة غير حكومية مثلنا NGO تشجع التعاون الخلاق بينهم (لا تعليق! إ. ع).
الممولون:
1) حكومات:
– الولايات المتحدة، برنامج التعاون الإقليمي للشرق الأوسط MERC، ووكالة USAID،
– السويد، وكالة SIDA، Swedish International Development Aid
– سويسرا، وكالة SDC، Swiss Development Cooperation
– الاتحاد الأوروبي
– كندا، وكالة Canadian Dialogue Fund
– مجموعة من الدول الأوروبية الأخرى مثل فنلندا، النرويج، هولندا، المملكة المتحدة، وإسبانيا.
2) مؤسسات قدمت دعماً لمركز “إسرائيل” – فلسطين:
– الوقف الوطني للديموقراطية، نيد، أمريكية، National Endowment for Democracy
– Center for International Private Enterprise (CIPE)
– مؤسسة كندية: International Development Research Center
– مؤسسة ألمانية: كونراد أدينور، Konrad Adenauer Foundation