محاولة يائسة لمحو فلسطين من عقول الصغار
وسام عبدالله
خاص- جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية 7/9/2013
ما يحدث في القدس اليوم هو أمرٌ أسوأ من تهويد المدينة ومن تلك الحفريات التي تعمل على تقويض أسس المسجد الأقصى. ما يحدث الآن في مدارس القدس هو عملية تقويض شامل لعقول طلابنا للقضاء على انتمائهم لفلسطين الوطن ومحو الذاكرة العربية الفلسطينية. تهويد الأقصى يمكن أن ينتهي بتحريره، أما إفساد عقول الطلبة الفلسطينيين ومحو الحقائق التاريخية وإحلال الأكاذيب محلها فهو خطوة خطيرة على درب طمس القضية الفلسطينية والقبول بـ”إسرائيل”.فقد بدأت بعض المدارس في مدينة القدس بتدريس المنهاج “الإسرائيلي” في مدارسها. والصفوف التي بدأت بدراسة هذا المنهاج هي الصف الرابع والخامس والسادس والسابع، أي أن الفئة المستهدفة هي فئة صغار السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والاثني عشر عاما.
وكان مسؤول تربوي، لم تحدد هويته، قد كشف النقاب قبل أيام عن اجتماع ضم مدراء مدارس عرب و”إسرائيليون” طرحت فيه فكرة تطبيق المناهج “الإسرائيلية”،وأن هذا الطرح لقي ترحيبا فوريا من الجانب “الإسرائيلي“، وتوجهت إدارات المدارس التي حضرت اللقاء بطلب لبلدية القدس لتطبيق المنهاج “الإسرائيلي” في مدارسها، وقررت البلدية مكافأة إدارات تلك المدارس بزيادة علاواتهم الشخصية ودفع 2000 شيكل عن كل طالب مسجل في تلك المدارس.
سمير جبريل، مدير التربية والتعليم في مدينة القدس، استنكر الأمر قائلاً: “ان هذه الخطوة خطيرة تمس بوعي الانسان المقدسي لإبعاده عن واقعه لتسهيل السيطرة عليه”، كما أكد ان تدريس الطلبة المنهاج “الاسرائيلي” هو اعتداءٌ على الثقافة والفكر والتاريخ العربي الفلسطيني، ودعا أهالي الطلبة المقدسيين الى التيقظ من تدريس أبنائهم المنهاج “الإسرائيلي” كبديل للمنهاج الفلسطيني، خصوصا طلبة المدارس التي بدأت تدريس ذلك المنهاج.
يذكر أن من بين مواد المنهاج “الإسرائيلي” خرائط تبين دولة “إسرائيل” باعتبارها تشمل فلسطين كلها، باستثناء غزة. كما أن الأسماء العربية للمدن الفلسطينية غير واردة، بل وضعت بدلا منها أسماء عبرية مثل “شكيم” بدلا من “نابلس“، وتمت الإشارة إلى القدس كعاصمة لـ”إسرائيل”. وكذلك يظهر جدار الضم والتوسع باعتباره جدارا مهمته “الفصل بينها وبين جيرانها” رغم كل النتائج المدمرة التي أحدثها بناؤه على حياة الناس.
الأسوأ في تلك المناهج هو إظهار الاحتلال بصورة المصلح الذي قام بإعمار المدن والقرى الفلسطينية وأنارتها بالكهرباء وكيف استفاد الجميع من التأمين الوطني. كما أن بعض الدروس مزين برسومات تظهر للأطفال كم هي جميلة “الحياة معا”.
من الجدير بالذكر أن الأمن يحتل المرتبة الأولى في ميزانية السلطة الفلسطينية. فثلث هذه الميزانية يذهب للأمن (بمعنى آخر لقمع أبناء الشعب الفلسطيني)، فيما يحتل التعليم يحتل المرتبة الثالثة في الميزانية.
إننا في جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية ندين بشدة ما قام به مدراء المدارس من تصرف يرقى إلى مستوى العمالة، كما ندعو الأهل إلى التحرك ضد تدريس هذه المناهج لوقف المجزرة العقلية بحق ابنائهم. لقد عقدت عشرات الجلسات والمؤتمرات لمناقشة محاولات اقتحام وتهويد المسجد الأقصى، لكن لم تُعقد جلسة لمناقشة ما هو أخطر بما لا يقاس ألا وهو: اقتحام “إسرائيل” عقول أبنائنا لتزرع فيها ما تشاء.
للمشاركة على الفيسبوك: