كأن الكيان الصهيوني أصر أن يفهِم “المفاوض” الفلسطيني، ولجنة “المبادرة العربية” من خلفه، بأن التفاوض لن يعيقه مطلقاً عن متابعة التوسع الاستعماري في الضفة الغربية والقدس، فطفق علناً يوسع النقاط الاستعمارية البعيدة عن الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، عشرين منها بالتحديد، وراح يغالي بالإعلان عن بناء آلاف المنازل في القدس العربية المحتلة، وفي القيام بكل ما كان يقوم به بالضبط، قبل بدء التفاوض، لكي يكرس “أحقيته” في أرض الضفة الغربية والقدس، وليستمر بفرض الوقائع على الأرض، وفي السياسة، وعلى طاولة “التفاوض”، هذا “التفاوض” الذي يمكن اعتباره للتوسل أقرب.

وفيما ارتفعت الأصوات الرسمية في إدانة الخطوات الاستعمارية الصهيونية الجديدة، فإن ذلك لم يقترن فعلياً بأية خطوة عملية، ولو شكلياً، في مواجهتها، لا على صعيد وقف التفاوض ولا على صعيد إيقاف التطبيع، ما عدا من الاتحاد الاوروبي الذي بات يلعب بالورقة الفلسطينية دعائياً لتحقيق أغراض إقليمية، تماماً كما يفعل غيره.

وإننا إذ ندين التوسع الاستعماري الاستيطاني الجديد، فإنما نفعل ذلك لنذكر بأنه ليس إلا ذنب الأفعى الكبيرة: الكيان الصهيوني. فالكيان الصهيوني برمته عبارة عن مستعمرة غير مشروعة على الأرض العربية. وعليه فإن من يرفض الاستيطان فعلاً عليه أن يرفض الكيان. ومن السخافة بمكان أن يعترض المرء على مستعمرات صغيرة دون أن يحارب المستعمرة الكبيرة التي انجبتها مشروعاً وفكراً ومجتمعاً ودولة. فمن الذي يحمي المستعمرة الصغيرة سوى الكبيرة؟! ومن الذي يحمي الاستيطان سوى الكيان؟!

ولهذا نقول في اعتصامنا رقم 177 في أول أيام العيد: لا للاستيطان… لا للكيان. وستكون مناسبة للجكيين ليهنئوا بعضهم بعضاً بالعيد بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاعتصام على رصيف جامع الكالوتي، مع إدراكنا الكامل أن العيد الحقيقي للجكيين سيكون يوم اقتلاع السفارة الصهيونية من الأرض الأردنية، يوم تحرير الرابية من رجس الصهيونية، وكل عام وأنتم بخير…

نكرر: كل بوصلة لا تتجه نحو القدس هي بوصلة مضللة أو مشبوهة أو مخترقة.

شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..


وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 177، يوم الخميس الموافق في 8/8/2013، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.


من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.


احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.


موقفك. أرضك. قضيتك.

“جك”

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=195857240582686&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1