23/4/2013

ترفع جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية صوتها، مع كل الأصوات الأردنية الوطنية الشريفة، في إدانة انتهاك السيادة الوطنية المتمثل اليوم بتموضع قوات أمريكية في الأردن، مئتين منها تحديداً، متخصصة بالاتصالات والاستخبارات، يفترض أن تكون طليعة عشرين ألفاً آخرين سيلوثون الأرض العربية الأردنية.

 

ومن المؤسف كالعادة أن تتسرب مثل هذه الأخبار للشارع الأردني عبر الإعلام الغربي والصهيوني، مما يدل أن من يقومون بمثل هذه الأعمال يعرفون جيداً أنها مشينة وغير وطنية، مما يدعوهم لإخفاء أفعالهم والتحرك خلف الستائر كخفافيش الظلام.

 

ولا نستطيع أن ننسى أن مجيء مثل هذه القوات الأمريكية عام 2003 كان مقدمة العدوان على العراق، حيث أصر النظام الأردني وقتها أن لا قوات أمريكية على الأرض الأردنية، فيما كانت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية والصهيونية تنشر التقارير تباعاً عن دور تلك القوات في ممارسة العمليات الخاصة “خلف الخطوط” في العراق!  فلماذا تأتي القوات الأمريكية للأردن اليوم؟  وللتهيئة لماذا، إن لم يكن لعمل عدواني ضد سورية؟!  وما هي المصلحة الوطنية الأردنية في الانخراط في المشروع الأمريكي-الصهيوني لتفتيت سورية وتدمير دولتها ومؤسساتها ومجتمعها؟!

 

إننا نذكر صناع القرار في الأردن أن الضغط الأمريكي، المباشر أو عبر صندوق النقد الدولي أو حلف الناتو أو حكام الخليج العربي، تركز خلال السنة الأخيرة على: 1) رفع الأسعار والضرائب على المواطن المستنزف فوق الاحتمال أصلاً، 2) احتضان ما يسميه البعض “إعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين” من أجل تجميد الملف الفلسطيني ريثما تتم إعادة ترتيب أوضاع الإقليم، 3) الانخراط في الحرب الدائرة ضد سورية.

 

فإذا أخذنا مجموع تلك الضغوط معاً، سنجد أنها وصفة لتفجير الأردن داخلياً وإرهاقه مالياً وزجه في حالة عدم استقرار أمني وسياسي، أي أنها مقدمة لتنفيذ المشروع الأمريكي-الصهيوني في الأردن، كتتمة للمشروع الأمريكي-الصهيوني في عموم الإقليم، كما رأينا تجلياته الدموية في العراق وليبيا وسورية، أو تجلياته السياسية، التي تزرع الدم في المشهد السياسي، في مصر وتونس…

 

وعليه فإن الانخراط في المؤامرة ضد سورية يمثل مقدمة لتفجير الأردن وزعزعته لمصلحة العدو الصهيوني مباشرة.  ففي هذه المرة بالذات، لن ينال النظام الأردني جوائز ترضية على مشاركته في المؤامرات الإقليمية، كما في العراق عام 2003، وغيره، بل سيدفع أمنه واستقراره ثمناً لمشاركته في المؤامرة ضد سورية، لأنه سيكون قد دخل في سياق يرتد عليه بالضرورة.

 

ولا يمكن أن نفصل استباحة القوات الأمريكية للأردن حينما ترغب عن كل نهج التبعية السياسي والاقتصادي والتطبيع مع العدو الصهيوني الذي درج عليه صانع القرار، فالدول شبه المستعمرة فاقدة السيادة والقرار المستقل في الاقتصاد والسياسة الخارجية، والتي سبق أن هيأت التسهيلات اللوجستية لقدوم القوات الأجنبية عند الضرورة، لا يستغرب أن تصبح معبراً أو قاعدة للقوات الأمريكية أو غيرها.  لكن المهم، وهنا بيت القصيد، أن يتم التصدي لمحاولات زج الجيش العربي الأردني في مغامرات دموية ضد مصلحة الأردن وطناً وشعباً.

 

إن الأردن الذي جُبِل على العروبة لا يرضى شعبه وجيشه أن يصبح شوكةً في خاصرة سورية في الوقت الذي تخوض فيه سورية معركة الأمة العربية ومعركة الدفاع عن أمن الإقليم برمته في مواجهة الخراب والدمار و”الفوضى الخلاقة”.  والمواطن الأردني يعرف جيداً، كما يعرف الوطنيون الأصلاء في الدولة الأردنية، أن سقوط سورية، أو جزئها الجنوبي مثلاً، هو مقدمة تصدير ذات الخراب والدمار و”الفوضى الخلاقة” للأردن.

 

أخيراً، نحذر من يلعبون بالمواقف السياسية حسب مصالحهم الضيقة والمرتبطة بالخارج أن من يدعمون التدخل الأجنبي بشكليه المباشر أو غير المباشر في سورية، وليبيا من قبلُ، لا يمكن تصديق زعمهم أنهم ضد تواجد القوات الأمريكية في الأردن… فالمقياس واحد، وإما أن يكون المرء مع التدخل الأجنبي أو ضده.  ونحن نعلنها صراحة، ومنذ البداية، أننا كنا ولا نزال وسنبقى ضد كل أشكال التدخل الأجنبي في الوطن العربي وفي العالم الثالث، وأن تحول الأردن، على الرغم من إرادة شعبه ووطنييه وعسكرييه، إلى موطئ قدمٍ للانقضاض على سورية سيجعل من كل عسكري أجنبي على الأرض الأردنية هدفاً مشروعاً لكل أردني حر يمتلك الإرادة والقدرة على الدفاع عن بلده.

 

جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

 

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=157426651092412&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1