كلمة واحدة تختصر الكثير. وهي شعار حملة تقودها “جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية”.

الحملة هدفها واضح بسيط ومحدد “لا للتعامل مع أي منتجات صهيونية” لا فرق بين أن تكون تلك المنتجات من إنتاج المستعمرات (لا المستوطنات) المقامة على أراضي الضفة الغربية، أو تلك التي ترد إلينا من أراضي فلسطين المحتلة منذ العام 1948  . فلسطين كلها محتلة رغم أنف المطبعين، ومعاهدات الصلح التي وقعتها بعض الحكومات العربية. وفلسطين محتلة رغم أنف تلك الدول التي تتعامل مع “إسرائيل” باعتبارها صديقا وإن لم يكن بينها وبين الكيان الصهيوني معاهدات صلح.

الشباب الرائعون، شبانا وشابات، ممن يقومون بالحملة، يؤمنون بأن البضائع “الإسرائيلية” في الأسواق الأردنية تؤذي الاقتصاد الأردني بقدر ما تسيء إلى الشعب الفلسطيني. فكل حبة فاكهة تباع في السوق وكل قطعة ثياب سوف تتحول ذات يوم إلى رصاصة تقتل فلسطينيا أو لبنة في بيت يُبنى في مستعمرة جديدة تقام على الأرض الفلسطينية المحتلة، أو إساءة أخرى للاقتصاد الأردني.

شعار الحملة يريد أن يدفعنا للخجل من أنفسنا ونحن نتبرع بأموالنا طائعين للجيش الصهيوني… “جيش الدفاع الإسرائيلي”… دفاع عن ماذا؟ عن أرض سرقها من اصحابها؟ أم عن جرائم ارتكبها بحق الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية؟ أم دفاع عن تجاوزاته لكل القيم الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية؟

حملة “إستحِ”، تريد أن تقول للمواطن العادي المغرر به أنك إذا تعاملت بالبضاعة الصهيونية فأنت تؤذي نفسك قبل غيرك. فالاقتصاد الأردني الذي يدفع آلافا مؤلفة من العملة الصعبة التي تذهب إلى الكيان الصهيوني، ثمنا لأشياء كثيرة يمكن الاستغناء عنها، يمكن له أن ينهض بدلا من ذلك بصناعته وزراعته بدعم المزارع والصانع الأردني. إنها بكل بساطة تقول للمواطن الأردني الذي ما زال يتعامل مع تلك البضائع (لم أسمع بطفل مات لأنه لم يأكل الكاكا في حياته، لكننا سمعنا بآلاف الأطفال الذين قتلوا برصاص الجيش “الإسرائيلي” الذي تساهم في دفع ثمنه إذا اشتريت بضائعهم).  وهي تريد أن تقول للحكومات “إذا كنتم عاجزين عن إنهاء المعاهدات المذلة… فنحن سننهيها على طريقتنا”.

التجاوب مع الحملة كان رائعا، وكثير من أصحاب المحلات تعهدوا عدم التعاون مجددا، وبعضهم استنكر أصلا أن نطرح، مجرد طرح، فكرة أنه يتعامل في بضاعة “إسرائيلية.”

الحملة تخاطب ضمائر الناس ووجدانهم. هي لا تملك أن تجبرهم على المقاطعة، لكنها تعمل على أن تضعهم أمام ضمير تؤمن أنه ما زال حيا لدى الغالبية العظمى.

هناك الكثير من التجاوب بين المواطنين مع حملة “استحِ”… لكن متى تستحي بعض الحكومات العربية؟؟؟؟؟