تستنكر جمعية مناهضة الصهيونيّة الإجراءات التي تتخذها ما تسمّى بالسّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، منذ نحو ثلاثة أسابيع، من حصار جنين ومخيّمها، تحت مسمّى “معالجة الفلتان الأمنيّ”، لتصوّب سلاحها تجاه أبناء شعبها؛ فاليوم وبعد معركة الطـ.ـوفـ.ـان، يضع العدو نصب عينيه مسألة الاستحواذ على الضفّة على سلّم أولويات توسعه الجغرافيّ.

الصهاينة يتعاملون فعلياً مع الضفة على أنها (يهودا والسّامرة) كركن أساس في خرافاتهم، يعينهم فيها اتفاق التطبيع أوسلو الذي يقسّم الضفّة إلى المناطق ج (الخاضعة للعدو أمنيّا وإداريّا)، والمناطق ب (إداريّا مع السّلطة وأمنيّا مع العدو) التي بدأت بالتلاشي لصالح قرارات إنشاء ست بؤر استيطانية جديدة عليها، واحتلال هو الأكبر في الضفة منذ حرب 1967، بمساحة 25 ألف متر مربّع، يترافق مع حصار المناطق أ (إداريّا وأمنيّا مع السّلطة) في المخيمات تحديدا، لذلك لا يمكن فهم حصار السلطة للمخيمات بشكل صريح في الضّفة الغربيّة إلا في إطار خدمة مباشرة للعدو الصهيونيّ، ليس لمحاربة المـ.ـقا.و.مـ.ـ.ـة فقط، بل للبدء في سيناريو تهجير أهل الضفّة، بما يعني تصفية القضيّة العربيّة الفلسطينيّة.

إننا ندعو كافة أبناء الشعب العربي الفلسطينيّ في الأرض المحتلّة لتوحيد كلمتهم على خيار المـ.ـقا.و.مـ.ـ.ـة المحارَبة من العدو الصهيونيّ وعملائه، وإسقاط أجندة السلّطة المتماهية مع العدو بشكل لا يقبل النقاش، كما تؤكد جمعية مناهضة الصهيونيّة، أن ما يحصل اليوم في الضفّة يهدد أمن واستقرار الأردن بشكل صريح، ويضع أطروحات الوطن البديل (صهيونيّة المنشأ) في موضع التنفيذ، لذلك ندعو الحكومة الأردنيّة للضغط بكل الوسائل الممكنة على “السلطة الفلسطينية” لوقف تعدّيها الهادف للقضاء على حالة المقا.و.مة في الضفّة الغربيّة؛ لأن المقا.و.مة خط الدفاع الأول والأخير عن فلسطين وعن الأردن.

إن ما تقوم به “السلطة” اليوم يأتي استكمالا للاقتحامات الصهيونية المتكررة في جنين ومخيمها، طولكرم ومخيمها، البلدة القديمة في نابلس، طوباس، قلقيلية وباقي مدن الضفّة، ويكشف الوظيفة الحقيقية للسلطة كجهاز أمني تابع للكيان الصهيونيّ (شاباك آخر)، ويعرّض السّلم الأهلي للخطر الشديد.

رغم ذلك، تتعامل المـ.ـقا.و.مـ.ـ.ـة الفلسطينية مع هذا الواقع بانضباط ومسؤولية عالية، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي حتما، وكان من الأجدى أن يكون سلاح السّلطة موجّها نحو العدو، لحماية الشعب الفلسطيني، بدل أن يكون عونا للعدوّ الذي يمعن يوميا في الإبادة في غزة والضفة، وخارج حدود فلسطين أيضا.

إننا في جمعية مناهضة الصهيونيّة والعنصريّة، نؤكد وقوفنا غير المشروط مع المـ.ـقا.و.مـ.ـ.ـة الباسلة، وندعم خيارها الثابت في الكفاح المسلّح.

صادر عن جمعيّة مناهضة الصهيونيّة والعنصريّة
عمّان 30/12/2024