5 جويلية، هنا كانت النهاية؛ بعد 132 عاما، وتحديدا في الخامس من تموز عام 1962، أعلنت جبهة التحرير الوطني استقلال الجزائر.

الحكاية بدأت أيضا في الخامس من تموز عام 1830، بعد أن قام الوالي العثماني (حسين باي بن محمد) بتسليم البهجة البيضاء (الجزائر العاصمة) للفرنسيين، لتبدأ فرنسا بعدها حملة على بقية مدن الساحل الجزائري، مؤرخة لحقبة احتلال رسمتها الجزائر بدماء مليون ونصف مليون شهيد.

فهم الجزائريون أن أي حركة شعبية، لا بد أن تأخذ موروثها الثقافي (العروبة والإسلام) كرافعة لمقاومة الاستعمار، لذلك استمرت طوال قرن وثلاث عقود، اختارت الجزائر فيها القتال والمقاومة فتحررت، ولم تركن لحلول انهزامية؛ من الأمير عبد القادر الذى أسس عاصمة متنقلّة لمقا.و.مته، أسماها “الزمّالة”، مرورا بأصحاب الزوايا والطرق، نجمة شمال إفريقيا ومصالي الحاج، معاقل الريف، ثم لجبهة التحرير الوطني العروبية التي حملت كلمة السر “خالد- عُقبة” في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، وأعلنت الثورة في ميثاقها القائل: “أيها الجزائري، إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة، وواجبك هو أن تنضم لإنقاذ بلدنا، والعمل على أن نسترجع له حريته. إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك، وانتصارها هو انتصارك. أما نحن، العازمون على مواصلة الكفاح، الواثقون من مشاعرك المناهضة للإمبريالية؛ فإننا نقدم للوطن أنفس ما نملك.”؛ ليقول الجزائريون بعدها في أهازيجهم وأغانيهم الشعبية: “الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا”، وعلى وقعها كانت هذه القصيدة التي أنشدها أسطورة الأغنية الشعبية، الحاج محمد العنقة، ويقول مطلعها:

“نحمد ربي و نشكرو عن هادي الساعة السعيدة..

هجرنا من الظلم والكفر وسعينا روضة جديدة..

الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا

إتكسر سيف الظلم في الحروب هلكوه الشجعان

ضحّت الرجال في الغيب ( الغابات) والصحراء وجبالنا

تحيا الجزائر حرة و يحياو الشبان..

تحيا الجزائر حرة رجال ونسوان..

نبدا بسم الله نور القلوب أساس إيماننا

الصلاة على الهادي شفيعنا سيد بنو عدنان

“الله أكبر” سلاح المجاهدين سيادنا

تنصر (انتصر )جيش التحرير على العدا من فضل الرحمن

اللي استشهد مرحوم واللي عاش يبقى في الأمان”..

عتب على جزائر اليوم، انكفاؤها على نفسها في زمن الطّوفان، والاكتفاء بدور هامشي سقفه تقديم مشاريع قرارات أمميّة. لا يليق هذا الدور بالجزائر وتاريخها!

عن صفحة الرفيق محمد العملة