حتى لا يهلّل البعض كثيرا لقيام مكتب المدّعي العام في الجنائية الدوليّة، تقديم طلب إصدار مذكّرات اعتقال بحق النازيَيْن نتنياهو وغالانت، فإنه قدّم أيضا مذكّرات بحق القادة السّنوار، الضّيف وهنيّة؛ لأن المرافعة التي قدّمتها جنوب إفريقيا وبدأت بإدانة الطوفّان من الطبيعي أن يكون الحكم الصادر في سياقها مهلهلا يساوي بين الاحتلال والمُحتَل.على الهامش؛ كتبت قبل أربعة شهور:
المشكلة في مرافعة جنوب إفريقيا لدى “محكمة العدل الدولية” أنها تبدأ بإدانة أحداث طوفان السابع من أكتوبر المجيد، وتتعاطى مع القضية العربية الفلسطينية على أنها قضية فصل عنصري. ليس عند جنوب إفريقيا مشكلة في وجود الكيان الصهيونيّ، بشرط أن لا يكون “عنصريّا” ولا يمارس “الإبادة”.
يشبه ذلك حملات BDS حول العالم التي تتعاطى مع المقاطعة بنفس المنطق.
جوهر المسألة أن العالم المساند لقضيّتك ليسوا أصحاب القضيّة.. جهودهم مشكورة ومقدرّة وتحدِث فرقا سياسيّا إيجابيًّا بتراكمها، وعليك تثمينها ومساندتها، لكنها ليست سقفك كصاحب للقضيّة.
سقفك أنت هو رفض وجود ما يسمى” اسرائيل”، ليس لأنها عنصريّة أو تمارس الإبادة… سقفك عربي قح، أعمدته مقا.و.مون نفذّوا الطوفان العظيم الأسطوري (ترفع رأسك به ولا تسمح بإدانته)، وإخوة لهم في العراق والشام واليمن؛ شعارهم “الموت لإسرائيل”، وهنا القضية والمرافعة والحكم.
عن صفحة الرفيق محمد العملة