ذكّر كمين خان يونس، أول أمس العدو الصهيونيّ بيوم السّابع من أكتوبر المجيد، خصوصا وأن أحطاب جهنّم التي قضت في الكمين تنتمي لقوّات الاحتياط، عديمة الخبرة، التي تشكل ما نسبته 80 ٪ من جيش الصهاينة.

ترتكز العقيدة القتالية للعدو على مفهوم الحرب الخاطفة، قصيرة المدة، بعتاد تكنولوجي هائل، وقوة جويّة كبيرة. هذا ما يجعل الخسارة البشرية في صفوفه قاصمة، تثير التفجّع والعويل.

فهمت المقاومة هذه المعادلة؛ ووظّفتها في نقطة قوتّها، أي الأنفاق، وفي صناعة ترسانة ضخمة من قذائف “ياسين 105” البسيطة وغير المكلفة؛ لكن توظيف الأنفاق والقذائف ذات المدى القصير المضادة للدروع يحتاج حربا بريّة، والاقتحام البريّ يحتاج حدثا استثنائيا.. فكان الطّوفان.

إن يوم الطوفان كان كمينا كبيرا استدرج العدو إلى حرب بريّة، اختفت معها كل عقيدته القتالية، ولم يجد أمامه إلا كلفة بشرية يوميّة، ومع وقوع الكمين أول أمس، تلقّى صهاينة حكومة الحرب، والمتقاعدون والمعارضون الصفعة التي جعلت كل أحاديثهم اليوم تسير باتجاه اتفاق حول إطلاق أسراهم، وعن ثمن صعب للصفقة..

“ستبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلًا.. ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ”