لغزّة وعنها:
أعلن العدوّ الصهيونيّ وقف إطلاق النّار، كان ذلك في مثل هذا اليوم من عام 2009. حرب الفرقان في تلك الفترة استمرت نحو واحد وعشرين يومًا، وأحب أن أبدأ دوما حديثي عن المقاومة من النهاية؛ لأنها صاحبة الطلقة الأخيرة.
في حرب الفرقان خسر العدو نحو 15 صهيونيّ طوال فترة الأسابيع الثلاثة، يحصيها الآن يوميّا، وهي الكلفة التي لا يقوى عليها، لكن للأمانة؛ هناك فرق بين إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو، الأول تجرّع الهزيمة واقتنع بها مبكّرا، أما نتنياهو؛ فملعون أحمق يتمادى ليجعل هزيمته التي اقتربت فادحة جدّا.
بين الفرقان والطوفان تمثيل عمليّ للجدوى المستمرّة، ومن سعيد صيام، أحمد الجعبري ورمضان شلّح، وصولا إلى السّنوار وزياد النخّالة؛ ازدادت المقاومة قوّة ومنعة، ومن صواريخ قسّام 10 إلى عيّاش 250 مسافة زمنيّة، ومعابر مغلقة، وبداية حكاية الأنفاق، ثم عشريّة سوداء أسموها “ربيعا عربيّا”، وحرب اتسعت لتطال قواعد الإمداد اللوجستيّ، في سوريا تحديدا، وجنون مسعور على اليمن، وتطبيع فج.
مدٌّ وجزر خرج منه محور اليوم متماسكا، رغم التضحية الجسيمة، وغزّة التي كانت رأس الحربة التي تقاتل وحدها، ظلّت رأس الحربة، يقاتل معها اليوم من كان في الأصل معها، لكنها في كل مرّة تعود لتذكّر الناس من معها ومن ضدّها…ولَإنْ كان الفرقان فاصلا بين الحق والباطل؛ فإن الطوفان في سياق حكاية المقا.و.مة، يجرف الباطل؛ ليعمّ الحق بعده.
ضرب المشروع الغربيّ العنصريّ القذر المسمى “إسرائيل” هو المحدّد لعالم التعدديّة الجديد؛ من هذه الأرض التي أعلن فيها الأميركيّ – عمليًّا- قبل ثلاثة عقود عن نظام الهيمنة الأحادي.
بالمناسبة، في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة وثلاثين سنة، بدأت الويلات المتحدّة حرب الخليج معلنة قيام النظام العالميّ الجديد “أحادي القطبيّة”؛ الذي يغرق اليوم في باب المندب، ويصاب بدقّة في جنوب لبنان، بعد أن صمدت سوريا في وجهه؛ ليكنس بقاياه رجال نهضوا في العراق، متفقين مع جارتهم على حرب الشيطان الأكبر؛ ببركة أصحاب الفرقان والطّوفان.