16402411_1603162843034278_1560649139_n

 

تشهد العلاقات بين ما يسمى “المعارضة السورية”، من جهة، والكيان الصهيوني، من جهةٍ أخرى، تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، أو أن الكيان قرر كشف الغطاء عن تلك العلاقات لتعميق الاختراق التطبيعي على المستوى الشعبي، بعدما تحقق ذلك الاختراق على المستوى الرسمي.  إعلان وزارة الداخلية في الكيان الصهيوني أمسِ الخميس عن استقبال مئة يتيم سوري، مع أقارب من الدرجة الأولى، هو لعبٌ على مخيال الأزمة السورية، كما حاولت ترسيخه فضائيات البترودولار، في السعي لاختراق الشارع العربي، بالتجاوز عن الدور الصهيوني في تصعيد أوار تلك الأزمة، من خلال دعم العصابات المسلحة في منطقة القنيطرة وغيرها، أو من خلال الدعم المباشر لتلك العصابات بالقصف الصاروخي أو الجوي.  ويذكر أن الجيش الصهيوني أعلن، بحسب “يديعوت أحرونوت” في الشهر الفائت، أنه عالج 2700 من جرحى العصابات التكفيرية المسلحة السورية منذ بداية الأزمة السورية، معظمهم من “النصرة” التي يقف مقاتلوها على بوابات الجولان في القنيطرة وغيرها على مرمى سيجارة من قوات الجيش الصهيوني.

ولا ننسى “المعارض” السوري عصام زيتون أواسط شهر حزيران في مؤتمر هرتسليا الصيف الفائت.   ويشار أن الكيان الصهيوني كان قد استقبل “المعارض” السوري كمال لبواني، عضو ما يسمى “الائتلاف الوطني السوري”، ثلاث مرات من قبل، وكان لبواني يبيع العرض التالي: التخلي عن الجولان مقابل المساهمة في إسقاط الرئيس بشار الأسد!  وكأن الكيان الصهيوني يحتاج إلى تشجيع في هذا المضمار، إنما العبرة في استعراض الحالات التطبيعية أمام الجمهور العربي.  أما السعي، الفاشل بجدارة، لإسقاط سورية، دولةً وجيشاً ورئيساً، فهو ديدن الكيان وسياساته.  وقد صرح أفيغادور ليبرمان في بداية الشهر الفائت، فيما كان الجيش العربي السوري وحلفاؤه يستعيدون شرق حلب: “تسوية الأزمة في سوريا يتطلب ترك الرئيس السوري منصبه”.   وفي نفس الفترة خرج فهد المصري، منسق “جبهة الإنقاذ الوطني” التابعة للجيش الحر، على قناة I24 الصهيونية، إلى جانب محمد حسين رئيس “حركة سورية السلام” على الهاتف، ليناشدوا الكيان التدخل للمساعدة في “إسقاط النظام السوري”!  وقد زعم حسين أن رأياً عاماً جديداً، إيجابياً، بات يتشكل في سورية إزاء “إسرائيل”…  وإذا كان هذا الخائن لوطنه قد قال أن علاقات حركته مع الكيان بدأت في العام 2013، فإن كشف أوراق الخونة والمطبعين على الملأ بات جزءاً من عملية فرض التطبيع نفسها، لإشعار الجميع أن الخيانة ليست وجهة نظر فحسب، بل أنها من أساسيات المشهد العربي المعاصر.

 

لهذا لم يكن مفاجئاً أن يعلن معهد ترومان في الجامعة العبرية في القدس في الأسبوع الأول من الشهر الجاري عن استضافة اثنين من “المعارضة السورية” ليتحدثا للجمهور “الإسرائيلي” مباشرة، بالإضافة إلى مقاتلين من “المعارضة السورية المسلحة” عبر الفيديو.  وبعدها بأسبوع خرجت الإذاعة الصهيونية بتسجيل صوتي للمدعو فهد المصري، المذكور أعلاه، يقدم فيه “مبادرة سلام” بين سورية والكيان الصهيوني تقوم على شطب المخيمات الفلسطينية، وحل الفصائل الفلسطينية في سورية، وطرد حزب الله وإيران من سورية، وعقد تحالف عسكري مع الكيان وإعطائه دوراً في إعادة إعمار سورية، مقدماً شكره “لكل مواطن ومواطنة في إسرائيل” خرج للتظاهر ضد النظام السوري في القدس وحيفا وتل أبيب! 

بعدها بأيامٍ قليلة نشرت القناة السابعة “الإسرائيلية” صورة لعصام زيتون، المذكور أعلاه والذي يقول أنه يمثل “الجيش الحر”، وسيروان كاجو، “المعارض الكردي” من قوات البيشمركة الكردية، يتبركان أمام حائط البراق في القدس العربية المحتلة، وتبين أن هذين الاثنين هما المتحدثان في دعوة معهد ترومان في الجامعة العبرية.

 

بهذه المناسبة، نود أن نوجه التحية للطالبات العربيات الفلسطينيات الشريفات اللواتي تصدين لأولئك المطبعين الخونة في ندوة الجامعة العبرية، خصوصاً للشابة سلام محيسن التي تصدت للخائن المطبع فهد المصري خلال الكلمة التي ألقاها عبر الفيديو.

 

الخونة وقحون ومأجورون لا يستحون، ولذلك لن نقول لهم “استحِ”، بل نقول أنهم يجب أن يعاملوا كما يعامل أي شعب خونته.  فالخيانة ليست أمراً طبيعياً، ولن تصبح كذلك، وليست وجهة نظر، ولا علاقة لها بالمعارضة من قريب أو بعيد، إنما هم حذاء للصهيوني لتخريب سورية، ولتبديد القضية العربية في فلسطين في الوعي الشعبي العربي.  ولذلك نستهجن إطلاق صفة “معارض” على أيٍ منهم. 

 

أخيراً، إن ما يقوم به الكيان الصهيوني من اختراق تطبيعي عبر بوابة ما يسمى “المعارضة السورية” يؤكد ما ذهبنا إليه منذ بداية الأزمة حول الصلة بين ما يجري في الإقليم من دمار وبين الكيان الصهيوني.  فهو ليس مستفيداً منها فحسب، بل أنه محرك رئيسي لها، بالإضافة للإمبريالية والأنظمة الرجعية العربية، لأن الأمن الحقيقي للكيان لن يتحقق إلا بتدمير جيوش سورية والعراق ومصر، وبتفكيك المنطقة وشطب هويتها العربية.

حملة استحِ لمقاطعة المنتجات الصهيونية

27/1/2017

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion