13414077_1363561196994445_1146025132_n

 

 

 

تحيي جمعية مناهضة الصهيونية العملية البطولية الرائعة أمسِ، التي نفذها إبنا العم مخامرة من يطا الخليل، في مجمع “ساورونا” في ضاحية يافا العربية المحتلة المسماة صهيونياً بـ”تل أبيب”، والتي راح فيها خمسة صهاينة، بحسب وسائل الإعلام حتى لحظة كتابة هذه السطور، وعددٌ من الجرحى، جراح بعضهم خطيرة، مما يرجح ارتفاع عدد قتلى العدو لاحقاً.

 

 

إن أهمية العمل العسكري المباشر ضد العدو الصهيوني أنه يعيد تصويب البوصلة التائهة باتجاه التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني، هذه البوصلة التي ضاعت بعيداً عن فلسطين، وزاغت باتجاه التناقضات الداخلية والمفتعلة أكثر وأكثر، خصوصاً منذ ما يسمى “الربيع العربي”. فالصراع مع العدو الصهيوني، وكل عمل مقاوم ضده، يشكل رداً سياسياً مؤثراً على حالة الضياع والتشتت التي تعيشها أمتنا هذه الأيام.

 

 

 

فلسطينياً، تشكل استراتيجية الكفاح المسلح الرد الموضوعي والعملي والجذري على هراء “الحلول السياسية” مع العدو الصهيوني، هذا الهراء الذي بدأ تكريسه منذ ما يسمى ببرنامج “النقاط العشر” في العام 1974، وصولاً إلى أوسلو والتنسيق الأمني، خصوصاً أن هذه العملية تأتي ضمن سياق كفاحي يزيد عن القرن ونيف، وتأتي ضمن حالة نكوص وتراجع تتحمل السلطة الفلسطينية مسؤوليةً كبيرةً عنها.

 

 

وأهمية العمل العسكري المباشر في الأراضي المحتلة في العام 1948 بالذات أنه يؤكد على حقنا وواجبنا بتكريس كل فلسطين المحتلة كساحة اشتباك، بعيداً عن أي فصل بوهيمي بين الأراضي المحتلة في العام 48 أو 67، فكل فلسطين محتلة، وكلها عربية، وجوهر القضية الفلسطينية هو الصراع على عروبة الأرض.

 

 

 

أما استهداف قطعان المستعمرين اليهود في ضاحية يافا (“تل أبيب”)، في هذه العملية وفي الكثير من العمليات التي سبقتها، فتعبيرٌ عن عبقرية الإبداع الشعبي العربي الفلسطيني سواءٌ باجتراح الطرق للوصول إلى العدو في أكثر أماكنه تحصناً، وفي ظل أصعب الظروف الأمنية، أو في تجسيد الوعي الشعبي بحقيقة الصراع التاريخي باعتباره صراعاً تناحرياً مع الكتلة السكانية الاستعمارية في فلسطين، لا مع جيش محتل فحسب، أو مع “دولة عنصرية” نطمح للتساوي مع المحتل في ظلها!!

 

 

ننوه هنا إلى أن السلاح المستخدم في العملية البطولية الأخيرة لابني العم مخامرة هو صناعة محلية، كما نقلت وسائل الإعلام، وهو ما يقدم دليلاً إضافياً على عبقرية الإبداع الشعبي المقاوِم، بعد الصواريخ المصنعة محلياً، وعلى توفر قدرة إنتاجية عسكرية في أصعب الظروف، هي فخرٌ لكل عربي شريف، ولكل مناصر للمقاومة حول العالم.

 

 

 

وليس صحيحاً، كما زعم البعض، أن هذه العملية ردُ فعلٍ فرديٍ وتلقائيٍ، إلا بمقدار ما تمثل مناهضة الصهيونية ومساندة المقاومة رد فعلٍ فردي تلقائيٍ عند عشرات الملايين… كانوا أكثر بكثير قبل حلول التناقضات الثانوية وأوهام التسوية السلمية محل الصراع مع العدو الصهيوني، إنما هي: 1) جزء من حالة حالة مقاومة عربية فلسطينية مستمرة منذ أكثر من قرن، كما سلف، 2) حلقة في سلسلة من العمليات التي ضربت العدو الصهيوني خلال السنوات الأخيرة من بئر السبع إلى “تل أبيب” نفسها إلى مستعمرات الضفة، 3) تعبيرٌ عن الموقف الشعبي العربي الأصلي التجمع السكاني الاستيطاني الإحلالي في فلسطين، 4) صفعة على قفا مؤسسة الجيش الصهيوني على بعد شارع من مقرها الرئيسي، 5) رسالة لمؤسسة الحكم الصهيونية في أن قتل الفلسطينيين في الشوارع بدمٍ بارد يزيد من تمسكنا بنهج المقاومة المسلحة، ولن يقود إلا إلى تصعيدها، ولن يقود لاستسلامٍ أو خنوع، 6) رسالة من تحت الماء ما برح يطلقها الشعب العربي الفلسطيني بين الفينة والأخرى، كلما اعتقد البعض أن القضية الفلسطينية صُفيت والمقاومة انتهت والأمور رُتبت، لكي يقول: إن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى، وستبقى، كما قال الزعيم يوماً، 7) خطابٌ إلى ضمير كلِ واحدٍ منا بأن يتمسك بموقفه المناهض للصهيونية أكثر، وبأن يزيد من فعاليته ونشاطه في مناهضتها، وفي مناهضة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

 

 

 

يعرف الجميع أن عشرات آلاف الشبان العرب يبحثون عن أصغر فرصة لممارسة الكفاح المباشر ضد العدو الصهيوني، وأنهم مستعدون للعمل مع أي تنظيم أو فصيل يوفر لهم مثل تلك الفرصة، ولذلك لا يهم التنظيم الذي يتبنى العملية، وكيف يمكن أن يجيرها سياسياً، مع ضرورة التنبه لذلك بالطبع، إلا أن المهم أن العملية نفسها تأتي ضمن سياق مقاوم تاريخي، وتأتي بالاتجاه الصحيح، وفي الزمن الرديء، وبأيادٍ مباركة، وعليه فإننا يجب أن لا نتردد لحظة بدعمها وبتأييدها وبإدراك معانيها. فهو عملٌ شعبيٌ عربيٌ مقاومٌ، وما نحن إن لم نكن حاضنته؟!

 

 

جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

6/9/2016

 

للمشاركة على فيسبوك:

 

https://www.facebook.com/nozion