#الحرية_للرفيق_عبود_نجم
#اطلقوا – سراح – عبود – نجم
تزعم السلطتان الأردنية والفلسطينية أن تطبيعهما مع العدو الصهيوني، والتنسيق الأمني، والمعاهدات والاتفاقيات معه وما تمخض عنها، إنما تأتي لتسهيل الشؤون الحياتية للشعب العربي الفلسطيني تحت الاحتلال، بدلالة المستشفى الميداني الأردني في غزة وقوافل الخير الهاشمية (التي تنقل المؤن) إلخ… كما يعرف كل من واجه محققاً أو أحد أبواق النظام. وهكذا تتم صياغة استحقاق التطبيع المفروض أمريكياً وصهيونياً كـ”حسنة” إنسانية تقدمها السلطتان للشعب العربي الفلسطيني! أما من يرفضون التطبيع مع العدو الصهيوني، فـ”مزايدون”، “يروجون لأجندات خاصة”، وفي أحسن الأحوال “جهلة” و”لا يشعرون بما يشعر به الشعب”! لمن يهمه الأمر، تلك هي خلاصة الخطاب المدافع عن التطبيع في غرف التحقيق وفي وسائل الإعلام.
لكن مثل هذا الخطاب، على غبائه، أو استغبائه للسامعين، لم يعد يستطيع أن يقف على قدميه المتهالكتين منطقياً بعدما عرته الانتهاكات الصهيونية للأقصى الذي يفترض أنه في الحوزة الهاشمية، وبعدما عرته كل الانتهاكات الصهيونية اليومية والمتصاعدة للبشر والشجر والحجر في عموم فلسطين جزاء التزام السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني مع الكيان وبالعمل الحثيث لكبح أي عمل مقاوم ضده. فقد عرت الممارسات الصهيونية نفسها خطاب التطبيع الرسمي العربي، الأردني والفلسطيني بخاصةً، لأنها كشفت أن التطبيع لا يضمن المحافظة على سلامة الإنسان والمقدسات الإسلامية والمسيحية على الإطلاق، ولو بثمن التخلي عن الحق الوطني والقومي، وكشفت، على العكس من ذلك تماماً، أن التطبيع يشكل غطاء سياسياً لتهويد فلسطين والقدس، ولتصاعد الانتهاكات الصهيونية.
فماذا تعني كلمة “غطاء سياسي”؟ بكل بساطة، عندما يعتدي عدوٌ ويقتل ويحرق ويظلم وينهب ويزوّر الحقائق، ماذا تعني إقامتك لعلاقات طبيعية معه، ناهيك عن ممارسة التنسيق الأمني معه؟ إنها تعني، وهنا النقطة الجوهرية، أنك موافق، أو لا تمانع، ما يقوم به. وهذا يعني أنك تقدم له غطاء لممارساته تلك، مما يتيح له أن يستمر أو يغالي فيها، فالمطبع شريك مباشر بجرائم الكيان الصهيوني، ولا تغطي على ذلك بعض أعمال الخير التي تهدف لتبييض وجه الكيان، لا وجه النظام الأردني أو السلطة الفلسطينية. والدليل على ذلك أن الكيان لا يعنيه أن يحرج هاتين الجهتين المطبعتين بممارساته التصعيدية في الأقصى وغيره، مما لا يبقى لهما شيئاً من ماء الوجه.
لننتبه جيداً أن توقف الكيان الصهيوني عن تصعيد الانتهاكات اليومية الوقحة لا يغير من دور التطبيع كغطاء سياسي للكيان كثيراً، لأن الانتهاك الأكبر يبقى احتلاله لفلسطين التاريخية من ساحل البحر المتوسط إلى نهر الأردن الذي سرق مياهه، ولو لم يعتدي المستعمرون والجنود الصهاينة على الناس في الضفة أو غيرها. فالتطبيع جريمة لأنه يمثل اعترافاً بمحتل غاصب، وإقراراً بحقه في ممارسة الاحتلال.
لا يمكن في هذا السياق إذن أن نفهم الإنذار الرسمي الذي تلقته جمعية مناهضة الصهيونية باعتبار اعتصام جماعة الكالوتي (جك) تجمعاً غير مشروع، بعد خمس سنوات ونصف تقريباً على قيامه، وحملة الاستدعاءات الأمنية التي تعرض لها بعض الجكيين، والتهديدات التي تلقاها بعضهم، واعتقال الرفيق عبد الرحمن نجم منذ صبيحة يوم الأربعاء الموافق 30/9/2015، والاعتداء عليه بالضرب المبرح من قبل عناصر الأجهزة الأمنية علناً بعد تحطيم محتويات الشقة التي يسكنها يوم الخميس 1/10/2015، فيما العدو يجنح لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، ويطلق الرصاص الحي على المحتجين في شوارع فلسطين، كجزءٍ من سياسة “دعم الشعب الفلسطيني إنسانياً”! على العكس تماماً، تأتي محاولة اجتثاث “جك”، والتضييق على الجكيين، استرضاء واستخذاء للكيان الصهيوني الذي يواصل ممارسة انتهاكاته مريقاً ماء وجه النظام الأردني والسلطة الفلسطينية خلال ذلك.
نؤكد في مواجهة هذه الحملة القمعية إصرارنا على الاستمرار في اعتصام “جك” الأسبوعي، ونثمن كل بادرة تضامن ودعم ومؤازرة تلقيناها، ونكرر أن السفارة والمعاهدة والتطبيع في الأردن غطاء للممارسات الصهيونية في الأقصى، وأن الأقصى برقبة كل مطبع، وأننا نمثل موقفاً وطنياً وقومياً، وأن وقوفنا يجيء دفاعاً عن السيادة الوطنية والمصلحة القومية، وأننا سنستمر ولو بشخص واحد، وأننا لا نهاب الاعتقالات ولا السجون، وأننا سنقف جميعاً خلف كل رفيق يتعرض للاعتقال، ولن نألو جهداً إعلامياً أو قانونياً أو شعبياً في السعي لإطلاق سراحه.
عارٌ عليكم أن تستمروا في التطبيع فيما العدو يستبيحكم هكذا، عارٌ أن تعتقلوا مقاومي التطبيع وأن تصافحوا أعداء الأمة. أطلقوا سراح عبود نجم!
شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..
شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 290، يوم الخميس 8 تشرين الأول 2015، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.
“جك”
للمشاركة على فيسبوك:
https://www.facebook.com/nozion