علي دوابشة

(بقلم رفيق جكي)

لم يفاجئنا العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين بجريمتهم بحق الرضيع علي الدوابشة وعائلته، وأفعالهم على امتداد تاريخ الصراع معهم لا توحي بجديد، فلا نستطيع أن نقول أن هناك تطورا في سيرة العدو مع شعبنا العربي الفلسطيني بشكل خاص ومع الامة العربية بشكل عام، فالفكر التلمودي المتطرف ما انفك يبتدع الوسائل التي يقتل فيها شعبنا ويروع فيها أهلنا الصامدين ببقائهم على أرضهم.  وسائل العدو تهدف أساسا الى تفريغ الأرض من أهلها فلا تترك وسيلة لارهابهم وقتل روحهم المعنوية إلا ابتدعها.  جريمة المستوطنين نسخة من جرائم التكفير الذي يضرب في ربوع بلادنا باسم الحرية والدين، جرائم منبعها واحد وهدفها واحد هو قهر إرادة هذه الامة.

الجريمة الصهيونية الجديدة هي حلقة ضمن مسلسل طويل من العدوان أساسه الاحتلال واغتصاب الأرض ولن ينتهي الا بزوال “إسرائيل ” من الوجود، بغير هذا سنفيق كل يوم على جريمة من هذا القبيل، بالنتيجة هناك شهداء سواء كانوا أطفالا او شيوخا أو رجالا او نساء ولكن بشاعة بعض الجرائم التي يقترفها الاحتلال يهدف منها إشاعة الرعب لبشاعتها، ونقول هذا ليس للتقليل من جريمة حرق الطفل علي ولكن ما نريد قوله ان العدوان مستمر ويحصد الشهداء واحيانا كثيرة بلا ثمن.  لذا لا بد من ان يكون مقابل كل شهيد ثمن حقيقي يدفعه العدو، وهذا من مهمة القوى والفصائل على الأرض، ونقول بصراحة انه على قوى المقاومة في الضفة الغربية تحديدا كسر حالة الجمود التي كرستها سلطة أوسلو وكسر مفهوم المقاومة الشعبية القائمة على مفاهيم ليبرالية في مقاومة الاحتلال، فقد استبدل الكفاح المسلح او مقاومة العدو بالحجر بالحد الأدنى بنشاط “سلمي”، تطبيعي في بعض الأحيان، بالتعاون مع ما يسمى “اليسار الإسرائيلي”، ربما يروق للأوروبيين، لكنه لا يحقق أي نتائج ملموسة على الأرض!!

ومن السخرية في التعاطي مع جريمة احراق الرضيع علي الدوابشة الموقف الرسمي الأردني الفلسطيني، والتداعي الى مجلس الامن والاشد سخرية هو طلب “الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”! الحماية الدولية من المجتمع الدولي الذي خلق “إسرائيل” وشرعن وجودها، ففلسطين كانت تحت الانتداب بموجب قرار دولي عندما أعطيت لليهود، هذا هو المجتمع الدولي  الذي لا يرى ولا يسمع إلا “الألم الصهيوني” اذا تعرض الصهاينة للمقاومة، اما مأساة امة بأسرها فلا يلتفت لها لا بل هو شريك أساسي فيها، الحماية الدولية تذكرنا بالقوة الأوروبية التي سلمت الأسير احمد سعدات وهو في حمايتها للعدو الصهيوني .

هرولة السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية الى “المجتمع الدولي” هو فعل العاجزين الذين لا تقوى اعصابهم على مواجهة الحقيقة المرة، وهي ان الجزاء من جنس العمل وان الرد يبدأ باستهداف قطعان المستوطنين وقوات العدو، اما الهراء الذي يمارسه جماعة “المجتمع الدولي” فهو مضيعة للوقت وهروب من مواجهة الواقع وعجز حتى عن التصريح بحقيقة جريمة العدو.

والمؤسف ان يصدق البعض اكذوبة المحكمة الجنائية الدولية، محكمة مفصلة على القياس الأمريكي-الصهيوني، محكمة مفصلة لتحاكمنا على مقاومتنا لهم ولتحاكمنا على دفاعنا عن انفسنا ووحدة وطننا وسيادة دولنا، انها محكمة الأقوياء تطبقها وتصدر احكامها بحق الأمم والشعوب الخارجة على بيت الطاعة الأمريكي.

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 281، يوم الخميس السادس من آب 2015، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

“جك”

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion1/photos/a.117281655106912.23229.117138758454535/487472901421117/?type=1&theater