القدس تعرف والتاريخ يشهد لي أني فتاها قائد الشجعان
أقسمت بالأقصى المجيد وربه أني الشهيد على ثراها القاني
فحملت رشاشي وحولي فتية وقفوا معي صفا كما البنيان
تتحطم الهجمات عند صمودنا ونبادر النيران بالنيران
ونكرر الهجمات ضد عدونا فيفر منهزماً بكل جبان
نار العدو تصيبني في مقتل قبل الشفاء أعود للميدان
لا عشت إن أخليت أرضك للعدى يا قدسنا يا أقدس البلدان
بتلك الأبيات لخّص شيخ المناضلين الفلسطينيين بهجت أبو غربية معاركه التي خاضها على تراب القدس، ووصف لنا طريق الصمود وشروط الثبات، وكيفية مواجهة العدو الصهيوني.
شارك بسن العشرين بثورة الشعب العربي في فلسطين ضد جيش الانتداب البريطاني عام 1936م، واستمر يشارك راحلنا الكبير في جميع مراحل نضالات فلسطين المسلحة ضد المستعمر والمحتل، وكان أحد قادة جيش الجهاد المقدس عام 1948م، وخاض معركة القسطل التي استشهد فيها القائد عبد القادر الحسيني، ثم ما لبث القائد أبو غربية أن دخل معترك النضال السياسي؛ ليقوم بدور أساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965م، وكان له دور رئيس في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية.
مزج بهجت أبو غربية بين الثقافة والعلم والممارسة العملية على الأرض، وظلّ شيخنا وفياً لبندقيته دائماً، وآمن أن الكفاح المسلح هو الطريق لتحرير فلسطين، ورفض أن ينجر لما يسمى مفاوضات السلام، فقد استقال من اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1991 عندما قررت المنظمة السير في طريق أوسلو. آمن طوال حياته بأن فلسطين عربية من النهر إلى البحر، ولم تجذبه يوماً سخافات الشرعية الدولية، أو ترهات كسب الرأي العام العالمي أبداً.
” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا “
رحل شيخ المناضلين الفلسطينيين إلى جوار ربه في 26-01-2012، وانتهى بهجت أبو غربية كما بدأ قابضاً على جمر الثوابت طوال حياته، تماماً كما فعل حكيم الثورة الفلسطينية الدكتور جورج حبش الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي وافته المنية أيضاً في 26-01-2008، والذي آمن أن القوة هي الطريق الوحيد لاسترداد الحق، وآمن بضرورة العمل من خلال الجماهير، وكان الحكيم هو المبادر بعمليات اختطاف الطائرات الصهيونية، وكان من ألدّ المعارضين للاتفاقيات المبرمة بين تيار التسوية في منظمة التحرير الفلسطينية والصهاينة فيما يعرف باتفاق أوسلو، ولم يرض أبداً أن يدخل فلسطين ضمن سلطة تلك الإتفاقيات، بل آمن أن الطريق الوحيد لدخول فلسطين هو تحريرها من نير الاحتلال الصهيوني.
رحم الله الرجال الرجال، رحم الله سنديانات فلسطين، ولا نامت أعين الجبناء.
شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن.
شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 254، يوم الخميس 29 كانون ثاني 2015، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساء، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.