مؤسفة جدا حالة التردي الرسمي العربي عموما وحالة الانبطاح السياسي الرسمي الأردني امام الصهاينة… ففي الوقت الذي يتصاعد النفس الثوري في فلسطين المحتلة وتلوح في الأفق ملامح انتفاضة ثالثة ويستشرس العدو ضد الشعب العربي الفلسطيني، تتصاعد رائحة الغاز المسروق من حقول يافا وحيفا والتي تزكم الانوف باتفاقيات لبيع الغاز العربي المنهوب من قبل الكيان الصهيوني مع شركة الكهرباء (الوطنية) الأردنية.
إن الجدل الذي يشغل بال الشارع الأردني الان يتمحور حول صفقة الغاز التطبيعية مع العدو الصهيوني، وما تصاعد الرفض الشعبي لهذه الاتفاقية التي تدافع الحكومة الأردنية عنها بشتى الطرق والذرائع إلا لأنها تمثل شكلا جديدا للاحتلال ورأس حربة في مسار التطبيع ودمج العدو في منطقتنا العربية والذي برغم اتفاقيات (السلام) لا يزال كيانا غريبا على وطننا ومجتمعنا العربي وأكبر خطر على الأمن القومي العربي والأمن الوطني الأردني، لا على فلسطين وحدها.
اتفاق الغاز صفقة سياسية. وما كم الأكاذيب المتناثر هنا وهناك عن الجدوى الاقتصادية إلا للذهاب بالموضوع بعيدا عن حقيقته، فبالمنطق الأمني والاستراتيجي يمثل وضع امن الطاقة في يد العدو طفولة سياسية على الأقل ان لم نصفها عمالة، وما يتكشف من رعاية أمريكية خاصة لإتمام الموضوع يؤكد على الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة لدمج العدو الصهيوني في بنية المنطقة الاقتصادية والثمن يدور حول شكوك عن عمولات محتملة للقائمين على الاتفاقية وذلك من خلال اللبس الحاصل من تقدير قيمة الاتفاقية.
لن نقبل رهن الأردن للكيان ووضع مستقبله تحت الوصاية الصهيونية، وبهذا المقام نؤكد على ان المعاهدة (وادي عربة) هي الأداة الصهيونية للسيطرة والاختراق، انه احتلال بأدوات اقتصادية تضع الأردن في مهب الريح وهذا ما كنا نؤكده دائما اننا بهذه المعاهدة أصبحنا ملحقا بالكيان وتابعا يزداد تورطا في تبعيته كلما دخل منزلقا كاتفاقية الغاز. ولهذا بقينا نؤكد دوماً أن إعلان بطلان وادي عربة أساس التغيير في الأردن.
شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن.
شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 248، يوم الخميس 18 كانون الأول 2014، من الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.