10699094_959990300684872_2131185296_n

تحيي جك في اعتصامها رقم 236 ذكرى الانتفاضة الثانية على خلفية العدوان الأخير على غزة الذي جاء جزئياً لقطع الطريق على الانتفاضة الثالثة التي كانت ستشمل أيضاً الأرض العربية المحتلة عام 48.  فبذكرى الانتفاضة الثانية نجدد العهد على الاستمرار بمناهضة العدو الصهيوني ومشاريع التسوية والاستسلام حتى النصر أو الشهادة.  ونشير أن كلمة Intifada كانت من الكلمات القليلة التي دخلت معاجم اللغات الأجنبية من اللغة العربية في زماننا المعاصر، فهي تمثل اختراقاً في زمن الجزر العربي.

انفجرت الانتفاضة الثانية، المعروفة باسم انتفاضة الأقصى، في 28/9/2000 على خلفية اقتحام أرييل شارون المسجد الأقصى في القدس بحماية الجنود الصهاينة لتأكيد السيادة “الإسرائيلية” عليه وهو ما أدى لوقوع اشتباكات بين المصلين والمقادسة من جهة، وبين قوات الأمن الصهيونية من جهة أخرى، وقع فيها عدد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين نتيجة استخدام الرصاص الحي ضد المحتجين الفلسطينيين الذين كان سلاحهم الحجارة. 

في صبيحة اليوم التالي انطلقت الاحتجاجات في كافة انحاء فلسطين مما أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وكانت تلك فاتحة الانتفاضة الثانية التي تصاعدت ثم خبت تدريجياً مسفرة عن استشهاد أكثر من أربعة آلاف فلسطيني ومقتل حوالي ألف “إسرائيلي”، ولسوف تبقى الانتفاضة الثانية فصلاً مجيداً في التاريخ النضالي للشعب العربي الفلسطيني.   

وإذا كانت محاولة شارون اقتحام الأقصى هي السبب المباشر للانتفاضة فإن مددها وزخمها وعنفها ارتبط بانكشاف مشروع التسوية ونهج أوسلو أمام قطاعات واسعة من الشعب العربي الفلسطيني، وسقوط الأوهام المتعلقة بخيار ومسار المفاوضات والسلام من مدريد إلى أوسلو فوادي عربة فطابا فواي بلانتيشن فشرم الشيخ فالكامب – 2 ، وانكشاف تماسك فلسفة التفاوض “الإسرائيلية” وتفريط فلسفة التفاوض الفلسطينية، وسقوط الأوهام المتعلقة باحتمالات التعايش والتطبيع.    

وكانت اتفاقية أوسلو الموقعة في العام 93 قد نصت على تأسيس “دولة” فلسطينية بعد خمس سنوات، لكن الاستيطان استمر، وكذلك الاعتقالات والاغتيالات والعقوبات الجماعية وتهديم المنازل ومصادرة الأراضي وقلع الأشجار. 

بالمقابل، ظهر جلياً مع تحرير جنوب لبنان في 25/5/2000 أن نهج العمل المسلح ورفض الاعتراف بالعدو الصهيوني هو النهج الوحيد الذي يمكن أن يحقق إنجازات ملموسة على الأرض. 

وعليه انفجرت الانتفاضة، وانتجت سلسلة من المواجهات المسلحة والعمليات الاستشهادية التي زلزلت الأرض تحت أقدام الصهاينة، فانخفضت الهجرة للكيان، وزادت الهجرة اليهودية إلى خارج الكيان، وكانت للانتفاضة ارتدادات قوية في الشارع العربي، وانطلقت حملة شعبية عربية لمقاطعة المنتجات الأمريكية بسبب الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.  وأصيبت الأنظمة العربية التابعة للولايات المتحدة بحالة من الذعر بسبب الحراك الشعبي العربي ذي البوصلة الواضحة: فلسطين.

في النهاية تضافرت عدة عوامل على إضعاف الانتفاضة، منها الإرهاب الوحشي للكيان الصهيوني، والعقوبات الاقتصادية والمعيشية ضد الشعب الفلسطيني، وعدم وجود دعم عربي حقيقي لها، وتآمر الأنظمة العربية عليها، وعدم فتح جبهات موازية ضد الكيان لمساندتها، والسقف التسووي لقيادة منظمة التحرير التي تعاملت مع الانتفاضة كورقة لتحسين شروط التفاوض مع الكيان، واستعداد تلك القيادة لممارسة التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني خلال القمع والاغتيالات  ولإيقاف العمل المسلح مقابل رضا الدول الغربية والولايات المتحدة عنها، ووجود شرائح فلسطينية ترتبط مصالحها بالتعايش مع العدو الصهيوني، وقيام قطعان التمويل الأجنبي بالتشكيك بجدوى الانتفاضة وبرفض تسليحها، وإجمالاً فقدان البوصلة السياسية وتشتتها باتجاه تبني مقولة “الدولة” كبديل لمقولة التحرير عند كثير من القيادات الفلسطينية في معظم الفصائل. 

وستبقى الانتفاضة الثانية وذكراها نبراساً لنا ومعلماً لا يمحوه الزمن.

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 236، يوم الخميس 25 أيلول ٢٠١٤، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

“جك”

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion