“كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم”، سوى أننا نحبه… ولذلك نعتز بالمقاومة والصمود وملاطمة المخرز بالكف… ونبتسم للدم إذا سال… إذ تأبى علينا كرامتنا، ويأبى التغطرس الصهيوني، وتأبى طبيعة الصراع الوجودي التناحرية، أن يكون بيننا وبين الصهاينة إلا الدم، دم العرب الفلسطينيين في كل فلسطين لا فرق بين ضفة وغزة وجليل، وهو يسيل ويفدي الثرى الطاهر، ودم الصهاينة وهو يتحول لسماد للأرض وقوتٍ لديدانها، ودمنا نحن العرب وهو يغلي في عروقنا تارة غيظا على تخاذل البعض، وتارة فرحا بعودة المقاومة للساحة بقوة، فتحية للمقاومة في كل فلسطين من النهر إلى البحر بكل أشكالها، وأسها وأساسها المقاومة بالسلاح.
نهدي اعتصامنا للأجنحة المسلحة في كل الفصائل الفلسطينية التي تفاجئ المحتل بما لم يتوقع، ونشكر من أوصل الصواريخ للمقاومة واحتضنها ودرّب كوادرها المحاربة، على الرغم من خذلان كوادرها السياسية له في معركته، هؤلاء الشباب المقاومين يتحدثون باسم العرب، فلو نطقت الصواريخ في غزة والعمليات الشعبية في الضفة، لقالت: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض. فلا نقول إن الجهة الفلانية تمثلنا وإنما نقول: يمثلنا فعل المقاومة.
ونؤكد على أن كسب المعركة في هذه الحرب الطويلة يحتاج لتأجيج الصراع في كل مكان، وليشارك كل بما يقدر عليه، عمليات في الضفة، صواريخ في غزة، “تخريب” في داخل الأرض المحتلة عام ٤٨، “فهذي الأمة لابدّ لها أن تأخذ درسا في التخريب”، وما سائر العرب ببعيدين عن الصراع المباشر، فمن الانتصارات الممكنة في هذه المعركة:
* في غزة: إلحاق هزيمة عسكرية بجيش العدو الصهيوني، وتصدر الأجنحة العسكرية الأكثر جذرية من القيادات السياسية الحالية للواجهة السياسية.
* في الضفة: إعادة الأمور لطبيعتها بالمقاومة الشعبية المسلحة مهما كان نوع السلاح، وبالاقتصاد الأهلي الحربي، والإلقاء بأوسلو وما أنتجت وما بني عليها وبأصحابها للقمامة حيث ينتمون.
* في سائر فلسطين: وقف تهويد الأرض والإنسان، وكشف وجه العدو الصهيوني القبيح، الذي غطي بطبقات من مساحيق تيار المساومة وحل “الدويلة” أو “الدولة الواحدة متعددة القوميات”.
* في مصر والأردن: إعلان بطلان اتفاقتي (وادي عربة و كامب ديڤد) الباطلتين، وإلغاء ما بني عليهما من تطبيع وتنسيق أمني وسفارات، فما بني على باطل فهو باطل أعلى منه.
* في سائر الوطن العربي: إعادة تصويب البوصلة العربية، باتجاه قضية العروبة المركزية (تحرير فلسطين)، بعدما لحقها من تشويش مغناطيس ما يسمى بـ”الربيع العربي”، الذي يقود لهاوية التقسيم والظلامية لا تأنف أن تستغل الدماء لتعيد تصنيع نفسها.
هذا ونؤكد على أن كل عربي أردني قادر على المشاركة بالمعركة، فالمهم هو إلحاق أي هزيمة عسكرية كانت أم سياسية، بالعدو الصهيوني، ووقوفك على رصيف “جك” يدفع باتجاه نصر تحرزه المقاومة بيدك أنت.
“فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة” إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.
شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..
شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 226، يوم الخميس ١٧ تموز ٢٠١٤، من الرابعة والنصف حتى الخامسة والثلث، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.