للأسرى في سجون العدو الصهيوني

 

 

على الرغم من أن تجربة الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني تكشف همجية العدو، بمقدار ما تبرز صمود شبابنا، فإنها لا يجوز أن تختزل في الزاوية الإنسانية المتعلقة بمعاناة الأسير كفرد فحسب… وهي الزاوية الليبرالية في تناول الموضوع. فالوطن كله أسير، وأسر الأسرى ليس إلا جزءاً من أسر الأرض والإنسان. وقضية الأسرى هي، ببساطة، تتمة لاحتلال فلسطين الأرض والإنسان، وقد مر مئات آلاف الشباب والشابات على مدى العقود بتجربة الأسر لدى العدو الصهيوني. فالأسر جزء من نظام العقوبات الجماعية ضد المقاومة، والتتمة الطبيعية لاحتلال الأرض ولمشروع ترحيل الفلسطينيين من أرضهم.. فقضية الأسرى هي ببساطة أحد أبعاد القضية الفلسطينية، لا قضية انتهاك الحقوق الفردية للأسير فحسب. فأهم ما فيها هو بعدها السياسي كتعبير عن طبيعة الصراع مع الاحتلال.

ثانياً، إن تحرير الأسرى هو جزء من مشروع التحرير، بالتالي لا يمكن الحديث عن تحرير الأسرى بمعزل عن نهج الكفاح المسلح. وقد علمتنا تجربة المقاومة أن تحرير الأسرى يتم بعمليات التبادل التي تقتضي أسر المحتلين الصهاينة. ونود في هذا السياق أن نوجه التحية لأبطال عملية الخليل الذين اختطفوا ثلاثة مستوطنين صهاينة كتتمة لهذا النهج المظفر.

بمعنى أخر، لا يمكن الحديث عن تحرير الأسرى مقابل الموافقة على تهويد الأرض، وهو النهج الذي تبنته السلطة الفلسطينية عندما وافقت على التفاوض في ظل الاستيطان مقابل تحرير بعض الأسرى القدامى، فذلك يناهض بذرة المقاومة التي دفعت بالأسرى إلى غياهب السجون. فالأسير أسر من أجل تحرير فلسطين، لا من أجل تهويدها.

ثالثاً، قام نهج أوسلو على تهميش الفلسطينين في الأراضي المحتلة عام 48، وتهميش الفلسطينين في الشتات، وعلى تقزيم فلسطين بالضفة وغزة، أي على شطب أغلبية الشعب العربي الفلسطيني ممن يزعمون تمثيله، وهو ما يناقض مبدأ اعتبار الشعب العربي الفلسطيني وحدة واحدة في كافة أماكن تواجده. لذلك يمثل كل حراك يصب في قناة فلسطين في الشتات أو في الأراضي المحتلة عام 48، ومنه مثلاً نشاطات أهلنا في الـ48 ضد قانون برافر أو حراكات اللاجئين التي تربط العودة بالتحرير، تهديماً عملياً لمشروع أوسلو. كذلك تمثل كل الحراكات الداعمة للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وبينهم فلسطينيون وعرب، تهديما لأوسلو بحكم ربطها للخارج بالداخل دونما تمييز بين 48 و67، لكن بشرط طرح البعد السياسي، الوطني والقومي، للصراع، المتمثل في قضية الأسرى، قبل البعد الإنساني أو الفردي.

عليه تعلن جماعة جك، وقد سبق أن أهدت أكثر من اعتصام لها للأسرى في سجون الاحتلال، أنها تكرس اعتصامها رقم 222 للأسرى الأبطال المضربين عن الطعام في سجون العدو الصهيوني، وأن كل اعتصام مقبل لها سيكون فيه حيزٌ لقضية الأسرى حتى يفك المعتقلون الإداريون إضرابهم عن الطعام إذا لم يستشهدوا قبلها.

ونظل نقول:
“فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة” إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 222، يوم الخميس التاسع عشر من حزيران ٢٠١٤، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

“جك”

للمشاركة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=297008287134247&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1