10417081_884664934884076_732995437_n

 

 

لن نصالح ولن نصافح ولن نتذلل لمرحلة. تعلمون أن لدينا من الكبرياء والعناد ما لن نلوثه بانحناءة لعدو أو تزلف لعميل، ولو كان دون ذلك الموت الأحمر، فكيف ولنا ما يشد ظهرنا بالنصر المظفر؟ كيف وطريقنا محكومة بالفتح، ونحن سن صلبة في فأسه التي تحفر تكلسات الهزيمة في الوعي، مستندين إلى تاريخ وحاضر أدام جذوته آلاف الشهداء وأضرمها نصر خالد كنس في أيار الـ2000 أرانب المركافاه من أرضه، وداس جرابيع العمالة التي نمت منذ عام 1982 ليشرف بإرادة المقاومة والتحرير على وعده لأيار الـ48؟!

 

 

لا صدفة عابرة بالأحداث، إنما هي إرادة التاريخ التي تتشكل بأفعال الرجال، تلك التي تجمع الذكرى الرابعة لجك مع الذكرى 14 لتحرير جنوب لبنان، في نفس الأيام التي ظن فيها الموتورون أنها كابوس مسلح سيتوقف في جنوب لبنان ويكتفي بتاريخه، حتى مدنا قدر المقاومين المنسجم بروح المقاومة والأمة، لنكون امتدادا له على أرض ظن المتخاذلون أنهم سلموها لمصارف التطبيع وأنهوا ثقافة شعبها المقاومة، فنطلع لهم مولودين من ريح الجليل وصواريخ غزة واستشهاديي القدس..

 

 

جئنا لنقول أن الشعب لا يموت عن كرامته وإن كسرته المؤامرة، فإن الطليعة تجبره، وأن هذا الشعب العربي أثبت أن جذوة الجمر الحر فيه لم تنطفئ تحت ركام الرماد في يوم من الأيام، فكان يندفع بحرارة القلب عند كل حدث يصدم الأمة، فيقض مضاجع الخونة ليجعل مؤامراتهم كوابيس لياليهم، غير مخدوع بأكاذيبهم أو راكن إلى آرائهم، أو مؤمنا بخياراتهم، فخرج يفدي العراق حين بدأت تخرج طيارات العدوان بتشريع من لا شرعية له فوق سمائه، وانتفض لأجل فلسطين نازعا الشرعية عن كل معترف بمغتصبيها، هاتفا لكل جرح عربي أو نصر في تونس ومصر أو أي خندق احتشد فيه القوميون لكسر مداميك الامبريالية.

 

 

يعلم عدونا أن هذا الشعب الممتد على طول رقعة الوطن العربي الكبير قادر على تحويل كل أسلحته إلا دمى حال توحد، وحين ينضوي منظما خلف لواء يسير نحو تحقيق ثوابته بالمقاومة والتحرير والنهضة، فتعامل مع طوفان الجماهير في كل مرة بصبر السرطان على الخلايا الحية، ليبدأ بتفكيكها وغزوها واحدة تلو أخرى، بالتحايل على الدماغ والقلب، مراهنا على أن المقاومة الانفعالية محكومة بالخمود، مهما طالت، طالما لم يكن هناك من يقودها ويمنهجها.

 

 

في هذه الأمة المجيدة بكبريائها، وفي ظل هذا الفراغ، في المقدمة الثقافية الاجتماعية للمقاومة، وفي ذكرى حكمها سياق التاريخ بتجميع المقاومين بمسيرتهم الشمسية، اجتمعت انطلاقتنا مع ذكرى تحرير جنوب لبنان وشمال الجليل وانطلاق الشعب في محاولاته لكسر الحصار عن غزة، لتكون أول حالة ممنهجة لطليعة ثورية بالمعنى الصلب للكلمة، تثبت قرارها بالصمود العقائدي في وجه سرطان التفريط والتنازل عن المزيد من حقوق الأمة تحت مسميات التفاوض والممكن والواقعية الانتهازية، وكل تلك الأفكار التي كانت تلقي بالشعب العربي في مهاوي الركود والكآبة بعد كل فورة عاطفية مع قضاياه يتم وأدها، وفي وجه إشاعة شرسة ومنظمة لعقيدة الهزيمة التي خلفتها الرأسمالية وما تفرزه من مجتمعات فردية انانية، فعملت على تفكيك كل حالة جماعية بدأت بفكرة القومية العروبية ولم تنتهي بوصولها إلى الإقليمية ذاتها ، فمدت أثارها على كل ما يمكن أن يشكل وحدة متماسكة لأي قضية.

 

 

إننا في جك، في الاعتصام الذي بدأ حاملا إصراره على الصمود حتى تحقيق مطالبه بكنس سفارة العدو الصهيوني من أرض عمان المقاومة، وفض معاهدات التهديم والتفتيت والخيانة لمستقبل الأمة وتاريخها، ندعوكم لتكونوا في مكانكم الصحيح أما أعين المستقبل في أولادكم.. بوصلتنا المرحلية الوحيدة التي نعترف بها هي التصاعد حتى يكون الاعتصام حالة جماهيرية بكم وببذرتكم النقية، معطين الفرصة لكل واع بحال أمته ليكون في طليعتها، ولكل من خانته انكسارات الضوء صفاء الشمس.. لتتحول حالة الصمت المخجل لشخصيتنا العربية إلى نهر جارف منظم بتياراته، يزيح الركود ويفتح أفقا ومستقبلا جديدا لأمته، وليعلم الجميع أن حركة التاريخ لا تتوقف عند حال وتثبت، فإن حركته مستمرة وإن العار لمن ارتضى أن يكون طينا وسخا في مستنقعها، والمجد لمن صنع موجة تهدم الحدود المصطنعة، وإن لنا في ذكرى التحرير عبرة، وإن لنا من تاريخ أمتنا ما يثلج قلبنا بالأمل أن يتحول اخوتكم المعتصمون إلى مجرد جبهة حين يتفجر وطننا العربي كله في وجه الاحتلال والتبعية ويصير كل ركود عاصفة..

 

 

“فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة”إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.

 

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

 

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم 219، في السنة الرابعة لانطلاقة اعتصام جك، يوم الخميس التاسع والعشرين من أيار ٢٠١٤، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

 

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

 

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

 

“جك”

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=290044584497284&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1&relevant_count=1