جسر العودة

 

قبل اتفاقيات الذلّ والهوان كانت الأمّة كلها تغني “إلى فلسطين طريق واحد يمرّ من فوهة بندقية”، أما اليوم فالانحطاط الذي هو حالة عامة لم يقف عند الحالة السياسية، بل امتدّ إلى كل جوانب الحياة، حتى صار من واجبات الحر في هذا الزمان التذكير بالبداهات، فالطريق الوحيد لفلسطين يمر من فوهة بندقية، ولا يمرّ من مكاتب السياحة والسفر، ولا من سفارة الكيان الصهيوني، ولا يمر من الفاتيكان، وبالتأكيد لا يمرّ من مؤتمرات التطبيع التي تتخذ أسماء مثل القدس قناعا لها.

 

المطبعون يصرون على تمرير تطبيعهم بكل الحجج الممكنة، فتارة هم يريدون دراسة العدو من الداخل، وتارة يريدون دعم الحياة الثقافية في الضفة الغربية، وتتوالى الحجج التي لا تقوم في الحقيقة إلا على آلية التبرير الذاتي، فبالنهاية من يقدم طلبا لمغتصب أرضه ليزور أرضه ذاتها كزائر يقدم قبل هذا الطلب تنازلا واعترافا يسقط فيه ملكيته لهذه الأرض، وهذه هي الخيانة بعينها، والتذرع بالدين هو امتهان له، سواء كان من خلال مرافقة بابا الفاتيكان في زيارته القادمة لفلسطين المحتلة، أو من خلال إقامة مؤتمرات تحت اسم “الطريق إلى القدس” تمرّر فيها الفتاوى الصهيونية بجواز زيارة القدس تحت سلطة الاحتلال بڤيزا وختم صهيونيين، أي لغير الذين تعد إقامتهم في فلسطين رباطا، وغير الذين تعد زيارتهم للأقصى عمرانا له.

 

كل ما رشح عن مؤتمر “الطريق إلى القدس” يظهر أن اسمه الحقيقي هو الطريق إلى التطبيع، فهو استغفل بعض المشاركين الذين ادعوا اعتراضهم على تمرير هذه الفتوى الصهيونية، وحاول أن يستغفل الجمهور المسلم باستغلال أسماء رجال الدين لإصباغ قدسية على فتواه الصهيونية، وحاول أن يستغفل الناس بنسبة فتوى تحريم الاعتراف بالعدو والالتفاف عليها لأحد تجار الدين الذين خسروا شعبيتهم، نقول حاول لأنه لن ينجح بإذن الله، فالمسلمون لا يحتاجون فتوى ليعرفوا أن التعامل مع الصهيوني على أنه صاحب سيادة على أرض فلسطين حرام شرعا فالآية البيّنة العربية لا تحتاج لمترجم إذ تقول (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ٩ الممتحنة، بلى صدق الله وكذبت كل أبواق الصهاينة مهما كان الدين الذي تنتحله، ونقول حاول ولن ينجح لأن جمهور المسيحيين العرب يعرفون أنهم جزء من هذه الأمة، ألمها هو ألمهم، مصابها هو مصابهم، هي هم، وهم كانوا فدائيين إلى جانب إخوانهم في فلسطين الحديثة، كما كانوا مجاهدين إلى جانب إخوانهم المسلمين في جيش صلاح الدين، ولا يعينون ظالما على ظلمه ولو سوّغه باسم الرب، فالرب ضد الظالم المغتصب.

 

نعيد لكل هؤلاء ولكل من يسمعنا قول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر “ما أخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة”، ذلك أن الذي أخذه منك بالحرب لن يعيده لك طوع نفسه، وهذا بديهي، ومن جهة أخرى إن سلبك حقك بالغصب والقوة ينطوي على سلب لكرامتك، فهي لا تستعاد إلا بالقوة، وهكذا فنحن في “جك” نقف لنعلن أن الطريق إلى القدس يمر عبر فوهة بندقية، ومن يريد زيارة فلسطين صادقا فدرب التحرير تنادي بأعلى صوتها، وزيارة فلسطين كفدائي متاحة دائما لمن يملك الإرادة، ففلسطين التي لا تتشرف بمن ينضم للصهاينة ويأتي ليدنس ثراها الطاهر بموافقة الصهاينة وتحت وصايتهم، هي ذاتها تمتد لتكون أرض وسماء كل مناضل يسعى صادقا لتحريرها، فإذا مات احتضنته أينما كان.

 

المطلوب هو إعلان بطلان معاهدة وادي عربة وكل المعاهدات والاتفاقيات مع العدو الصهيوني.

 

وذلك اضعف الإيمان ريثما تستجمع الأمة طاقاتها لتسير على طريق تحرير فلسطين وإنهاء الوجود الصهيوني تماماً فيها.

 

فبوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة”إذ هي إما بوصلة مضلّلة أو مخترقة.

 

شارك بأطول اعتصام في تاريخ الأردن..

 

شاركنا في اعتصامنا الأسبوعي رقم ٢١٦، يوم الخميس القادم الثامن من أيار ٢٠١٤، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.

 

من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.

 

احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.

 

“جك”

 

للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=283300365171706&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1&stream_ref=10