وسام عبدالله – خاص لجمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية
21/10/2013
قبل ايام قليلة انتخبت اللجنة التنفيذية في معهد الصحافة الدولي خلال اجتماعها المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا داوود كُتّاب رئيسا للجنة الحريات الإعلامية. داوود كتّاب، صحفي يفترض أنه فلسطيني ولد في بيت لحم ونشأ في القدس، لكن يبدو أنه لا ينتمي إلى فلسطين. ومن الواضح أن انتخابه جاء مكافأة له على جهوده التطبيعية مع “إسرائيل”، وقبوله بها كدولة قائمة المرتبط مباشرة بسجله بتعاطي التمويل الأجنبي من السفارتين الأمريكية والبريطانية والاتحاد الاوروبي والU.S. AID وغيرها كما تدل قائمة الداعمين لشبكة “أمين” الإعلامية التي يرأس داوود مجلس إدارتها والتي تأسست في القدس (مع فرع في رام الله) في العام 1996.
يعود تاريخ كتّاب التطبيعي إلى حوالي عشرين عاما فهو أول صحفي فلسطيني أجرى حوارا مع أسحق رابين، وأول صحفي فلسطيني عمل مراسلا لدورية “إسرائيلية” وشارك كمتحدث في الذكرى العاشرة لتأسيس “مركز بيريز للسلام”، كما شارك في إنتاج فيلم للمركز نفسه عن تعاون طبي فلسطيني- أردني- مغربي– “إسرائيلي . كما أنه أول من شارك بإنتاج فيلم وثائقي “إسرائيلي”- فلسطيني مشترك حمل عنوان “على حافة السلام”، عام 1994، وهو فيلم مغرض يعرض جانبا من حياة الناس في السنة الأولى بعد توقيع اتفاق أوسلو، ويعرض شهادات لـ”إسرائيليين” يعيشون في “الكيبوتسات والمستعمرات والمدن”، وشهادات لفلسطينيين من الخليل وغزة والمخيمات الفلسطينية، والفيلم يضع معاناة الجانبين على قدم المساواة دون أي إشارة إلى أن السبب الرئيسي لهذه المعاناة هو الاحتلال الصهيوني لفلسطين التاريخية.
لم يتوقف تطبيع كتّاب عند هذا الحد، ففي بداية تموز الماضي دعت شركة «كتّاب للإنتاج» في القدس مجموعة من السينمائيين الفلسطينيين للعمل على شريط وثائقي يحمل اسم “24 ساعة في القدس” ويتكون من عدة أفلام قصيرة تشكل في مجموعها فيلما طويلا واحدا “يتطرق إلى الجانب الاجتماعي في العاصمة المُحتلة بعيداً عن الدعاية السياسية” وطالبت المشاركين بعدم التطرق إلى الجانب السياسي للقدس.
ورغم أن بعض المشاركين سألوا ما إذا كانت هناك جهات “إسرائيلية” مشاركة في المشروع، إلا أن الشركة أكدت بأن الإنتاج فلسطيني- ألماني. لكنها أصرت على أن تتحمل مسؤولية مونتاج الأفلام النهائي وإجرائه في المانيا، وحين سألت إحدى المخرجات عن سبب ذلك انكشفت القصة بجملة واحدة حملها الرد “هناك أفلام أخرى، منها 30 فيلما فلسطينيا و30 إسرائيليا”، لقد كان المشروع انتاجا فلسطينيا- “إسرائيليا”- المانياً مشتركا، وكانت جهة الإنتاج “الإسرائيلية” المشاركة (Israeli prodco communications) مدعومة من “صندوق القدس للتلفزيون والسينما” المرتبط ببلدية القدس التي تمارس انتهاكات يومية بحقّ الإنسان المقدسي. “ وكان يفترض بمن تلقوا مثل هذه الدعوات أن يدركوا أن التعاطي مع مطبع لا يمكن إلا أن يجرهم للتطبيع، وأن زيارة القدس بتصريح أو فيزا من الكيان الصهيوني هو في النهاية تطبيع مع الاحتلال..
وقد أرسلت إحدى الهيئات المقدسية رسالة مفتوحة إلى “شركة كتّاب للإنتاج” ومديرها داوود كتّاب، تطالبه “بعدم المشاركة في هذا المشروع التطبيعيّ أو إدارته. وأكدت في رسالتها على أن القدس تعاني يوميا على أيدي سلطات الاحتلال بطريقة ممنهجة ومدروسة تهدف إلى تهويد الحجر والبشر وتشويه الحضارة والتاريخ، من خلال التقسيم والتشريد والمصادرة وهدم البيوت وسحب الهويات وبناء جدار الفصل العنصري وخنقها بالحواجز العسكرية والأحزمة الاستيطانية المحيطة بها وبداخلها، ضمن مخطط شامل يهدف إلى تطهير الفلسطينيين عرقيا من مدينتهم. فلا يمكن أن تصوير القدس كمدينة عادية بعيدة عن واقعها، وتسويقها من خلال مشروع مشترك مع جهات “إسرائيلية” لا يمكن إلا أن يخدم الأجندة والدعاية الإسرائيلية بإظهارها كمدينة عادية آمنة وتعيش بسلام”… ورغم ذلك أكملت “شركة كتّاب للإنتاج” المشروع.
إن دائرة الأفكار التطبيعية المسمومة التي يقودها داوود كتّاب دائرة واسعة، فهو مؤسس موقع شبكة الإنترنت للإعلام العربي (أمين) ومؤسس عمان نت وراديو البلد، ومدير عام بن ميديا للإعلام التربوي، التي تقوم حاليا بانتاج برامج للأطفال… وهو ما يعني تسميم عقول الجيل الجديد. وما حصوله على هذا المنصب في معهد الصحافة الدولي إلا مكافأة له على جهوده التطبيعية المرتبطة عضوياً بالتمويل الأجنبي وعلاقاته العلنية بالسفارات الغربية.
لقد طالبت عدة جهات بتحرك فوري وسريع بحق داوود كتاب انطلاقا من رفض التعايش مع الكيان المحتل وتأييدا للمقاومة. وجمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية تضم صوتها إلى تلك الأصوات التي تدعو إلى تحرك سريع وفوري بحق كتّاب، ومنها مطالبة العاملين في عمان نت بالتحديد بالعمل على فصل داوود كتاب من موقعه كمدير للمحطة في أسرع وقت، والسعي للحصول على تمويل بديل للمحطة،غير أجنبي وغير مشبوه، والإلتزام بعدم المشاركة في أي نشاط تطبيعي، ومناشدة جميع الأحرار مقاطعة عمان نت تصفحا وسماعا ومشاركة، كما نرجو أن يمتنع الناشطون السياسيون والباحثون والشخصيات الوطنية الإدلاء للموقع بأية تصريحات أو مشاركات أو مقابلات.
للمشاركة على الفيسبوك: