تهويد فلسطين جارٍ على قدمٍ وساق

والمشكلة ليست بيهودية الدولة بل بوجودها…

 

(الخريطة تظهر أن تهويد فلسطين جارٍ على قدمٍ وساق منذ ما قبل نشوء دولة العدو… المناطق الخضراء هي العربية، ومن الطبيعي أن تقلصها يعني المزيد من الهجرة والتهجير)

 

كرر رئيس الوزراء الصهيوني بنجامين نتنياهو مجدداً مطالبته للمفاوض الفلسطيني بالاعتراف بما اسماه “يهودية الدولة”.   وهو مطلب لا يعتبر جديداً وقد تصاعد صهيونياً بالأخص بعد احتلال العراق في العام 2003 في سياق مشروع تفكيك المنطقة ودولها إلى دويلات طائفية واثنية وجهوية تصبح “إسرائيل” العظمى مركزها الإقليمي، أي أن خطاب “يهودية الدولة” هو التتمة الطبيعية لمحاولات تفجير النزاعات الأهلية والطائفية وأبرزها منذ عامين ونيف محاولة تفكيك سورية شعباً وارضاً ودولة…

 

وإذا كان خطاب “يهودية الدولة” يحل مشكلة التناقض الداخلي بين هوية “إسرائيل” وديموقراطيتها، لأن غير اليهود فيها يصبحون حينئذ مجرد ضيوف لا مواطنين لهم حقوق سياسية، وإذا كانت “يهودية الدولة” تشطب أي “مطالبة حقوقية” بإعادة الفلسطينيين إلى الأرض المحتلة في العام 48، كما صرح نتنياهو نفسه، وإذا كانت تمثل اعترافاً بأثر رجعي بكل الإجراءات والقرارات التهويدية للأرض المحتلة في كل فلسطين، وإذا كانت في النهاية تمثل “تفاوضاً” من أعلى سقف صهيوني ممكن في سياق ما يسمى “إعادة إحياء عملية السلام”، فإنها فوق كل ذلك تسلط سيف الترحيل أو الترانسفير فوق رؤوس الفلسطينيين والجولانيين في الأرض المحتلة في العام 48، وتؤسس ل”مشروعية” سيطرة اليهود على كل فلسطين التاريخية، وبالتالي تؤسس لترحيلهم براً وجواً وبحراً على غرار ما جرى في العامين 48 و67، ولكن بشكل أكثر تدرجاً وأقل دراماتيكيةً.

 

فما جرى من إغراقٍ للفلسطينيين والسوريين في البحر المتوسط بين ليبيا ومالطة بالإضافة لكونه ثمرة من الثمرات المرة للمشروع الأمريكي-الصهيوني-الرجعي العربي في سورية وفي ليبيا، فإنه يمثل أيضاً جزءاً من مشروع ترحيل الفلسطينيين من شتاتٍ إلى شتات أقصى، ومن لجوء إلى لجوء ابعد، وهو ما يمثل نذيراً لما سيأتي على نطاقٍ أوسع بكثير لو نجح المشروع الصهيوني، ولمشروع إغراق القضية الفلسطينية في البحر إلى الأبد.  فالقصة سياسية أساساً، قبل أن تكون إنسانية، وهي من منتجات التفاوض نفسه، لأن إغراق القضية في البحر هي النتيجة الطبيعية لخط التسوية والاستسلام.

 

كما أنها من المنتجات الطبيعية لإساءة فهم مشروع “يهودية الدولة” ولمحاولة “مقاومته” بمشروعٍ تطبيعيٍ مخترق هو مشروع “الدولة الواحدة” أو “إسرائيل لكافة مواطنيها”.

 

فهنالك من يجعل مناهضته ليهودية دولة “إسرائيل” مدخلاً للتأكيد على مطلب “دولة لكافة مواطنيها” أو الدولة ثنائية القومية”، باعتبار ذلك رداً على الهوية اليهودية الصافية لدولة “إسرائيل”.  وهذا البرنامج يعني فعلياً: 1) نفي الهوية العربية عن فلسطين، باعتبارها لكافة مواطنيها من غزاة وغير غزاة، أو ثنائية القومية، عربية ويهودية، 2) المطالبة بالتعايش مع الغزاة في فلسطين تحت عنوان “حقوق المواطنة”، وهنا تصبح “مقاومة التمييز العنصري”، لا التحرير، إستراتيجيتنا الأساسية، 3) تبني الوسائل السلمية في النضال، بالأخص تلك التي تضم “تقدميين يهود” أو أمميين!

 

بالمقابل، من يرفض “يهودية إسرائيل” أولاً على قاعدة التمسك بعروبة أرض فلسطين، وعاشراً بعد المليون على قاعدة رفض العنصرية، يبدأ برفض حق “إسرائيل” بالوجود، ككيان وكدولة وكمجتمع استيطاني إحلالي، دون أن يتورط في دهاليز ومتاهات “يهودية الدولة” لكي يصل بالضرورة إلى ضرورة الانخراط بقوة في النظام السياسي “الإسرائيلي” بذريعة جعله أقل عنصرية…  وهي نتيجة تطبيعية بامتياز منطلقها أن المشكلة تكمن في “يهودية الدولة”، وليس في “الدولة نفسها” التي تتم مناقشة يهوديتها هنا.

 

أما نحن فنرفض دولة “إسرائيل” من حيث المبدأ، ونعتبر أن خطاب “يهودية الدولة” هو نتيجة طبيعية للقبول ب”وطن قومي لليهود في فلسطين”، ولقبول الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني.   فالاعتراف ب”إسرائيل” (الذي سبق أن تم) يعني فوراً الاعتراف بسيادتها على الأرض، وبحقها بتحديد من يحق له الإقامة فيها، أسوةً بأية دولة مستقلة ذات سيادة، وبحقها في حدود آمنة، ومنه عدم تغيير بنيتها الديموغرافية… ولهذا نعتبر أن القبول ب”يهودية الدولة” بدأ عند الاعتراف بدولة العدو الصهيوني، ونعتبر أن فلسطين عربية، وأن الفلسطينيين لا يمكن أن يحافظوا على وجودهم فيها وأن اللاجئين لا يمكن أن يعودوا إليها من خلال أي  مشروع تسووي، بل من خلال المقاومة والتحرير، فلا عودة بلا تحرير، ولا تحرير إلا بالكفاح المسلح، ولا سلام واستقرار لأي دولة عربية في ظل التطبيع والتعاهد مع العدو الصهيوني.

 

شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..


وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 187، يوم الخميس الموافق في 17/10/2013، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.


من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.


احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.


موقفك. أرضك. قضيتك.

 

“جك”

 

للمشاركة على الفيسبوك:

 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=219175888250821&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1