مجزرة صبرا وشاتيلا

 

تمر هذه الأيام الذكرى الواحدة والثلاثون لمجازر مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت في العام 1982 التي راح ضحيتها عددٌ غير محدد حتى الآن من الشهداء والمفقودين يقدر بأكثر من ثلاثة آلاف معظمهم فلسطينيون وبينهم لبنانيون. 

 

يحيي تلك الذكرى التي لا تمحى من ضميرنا كثيرٌ من الفلسطينيين والعرب والمسلمين وشرفاء العالم كل عام، لكن قلةً من هؤلاء تكترث للسياق السياسي الذي أنتج المجزرة، لعلنا نتعلم منه شيئاً مفيداً عما ينتج المجازر في وطننا العربي.

 

فمن المعروف أن مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا البشعة التي استمرت أياماً امتلأت بالقتل والتنكيل والاغتصاب والنهب ارتكبتها عناصر “القوات اللبنانية”  و”جيش لبنان الجنوبي” برعاية جيش الاحتلال الصهيوني الذي كان قد طوق المخيمين بعد احتلال بيروت بعد انسحاب المقاومة الفلسطينية منها في صيف العام 1982.  فالاحتلال الصهيوني هو الذي جعل المجزرة ممكنة، بحكم سيطرته على المنطقة وإدخال القوات اللبنانية إليها، وبحكم احتلاله لبيروت.

 

لكن الذي لا يقوله أحد هو أن مجزرة صبرا وشاتيلا جاءت بعد حوالي أسبوع واحد من اعتراف الجامعة العربية رسمياً في فاس في المغرب في العام 82 بحق الكيان الصهيوني بالوجود، من خلال نسخة أولية لما اصبح يعرف لاحقاً باسم “مبادرة السلام العربية” التي تم تبنيها في بيروت في العام 2002.

 

وكان الأمير فهد، الذي اصبح ملكاً للسعودية في الأيام الأولى للعدوان الصهيوني على لبنان في صيف العام 82، قد قدم في قمة فاس الأولى في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1981 مبادرة تقوم على الاعتراف بالكيان الصهيوني مقابل تأسيس دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة في العام 67، وقد انفض ذلك الاجتماع في العام 81 بعد خمس ساعات بسبب رفض سورية والعراق والجزائر وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية تلك المبادرة المعيبة.

 

ومن هنا جاء العدوان الصهيوني على لبنان بعدها بأشهر ليغير ميزان القوى لمصلحة العدو الصهيوني… ومبادرة الملك فهد.  فانعقدت قمة فاس الثانية ما بين 6-9 أيلول/ سبتمبر 1982، أي بعد العدوان الصهيوني بأيام، والصمود البطولي في بيروت، وبعد خروج المقاومة من لبنان، وضرب الحركة الوطنية اللبنانية والجيش السوري في لبنان ضربات موجعة، ليتم فرض “مبادرة فهد” والاعتراف بالكيان الصهيوني فرضاً على الدول العربية، وقد تغيبت ليبيا عن ذلك الاجتماع.

 

وبعد انتهاء قمة فاس بأيام فقط حدثت مجزرة صبرا وشاتيلا في 16/9/1982 لمدة ثلاثة أيام…

 

فالمجزرة هي ثمرة خط التسوية مع العدو الصهيوني، وهي نتاج إطباق فكي الكماشة: العسكري الصهيوني من جهة، والسياسي السعودي من جهة أخرى. 

 

ولهذا نقول أن في القضية الفلسطينية موقفين لا ثالث لهما: خط النضال والقتال، وخط التسوية والتصفية.

 

ونقول أن خط التسوية والاستسلام، فلسطينياً وعربياً، هو المسؤول عن المجازر، سواء ارتكبها العدو الصهيوني مباشرة أو عبر أدواته… وما أشبه اليوم بالبارحة.

 

ونقول أن تدمير العراق وليبيا، ومحاولة تدمير سورية والمقاومة اللبنانية، ومصر لاحقاً، واحتواء المقاومة الفلسطينية بالبترودولار، هو المقدمة الضرورية للتسوية مع العدو الصهيوني.

 

ونقول أن كل بوصلة لا تتجه للقدس هي بوصلة مضللة أو مشبوهة أو مخترقة.

 

شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..


وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 183، يوم الخميس الموافق في 19/9/2013، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.


من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.


احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.


موقفك. أرضك. قضيتك.

 

“جك”

 

للمشاركة على الفيسبوك:

 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=210342852467458&set=a.117281655106912.23229.117138758454535&type=1