أكثر من أي وقت مضى، يتوجب رفع حاجز العداء أكثر، لا مع حكومة الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو فحسب، بل مع العدو الصهيوني أيضاً، مع العلاقات التطبيعية معه، مع سفاراته ومصالحه، ومع كل ما يتعلق به.
وقد برز خلال اليومين الأخيرين تطوران شديدا الأهمية يعززان ما ذهبنا إليه من قبل بأن العدوان على سورية، والتهديد بالعدوان عليها (ولننتبه أنها ليست ضربة بل عدواناً صريحاً)، تحركه الأصابع الصهيونية بمقدار ما تحركه الأصابع الإمبريالية.
أما التطور الأول فهو الجهد الحثيث الذي تبذله منظمات اللوبي الصهيوني في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لدفع أعضائهما لتأييد فكرة العدوان على سورية عسكرياً. ومن تلك المنظمات منظمة إيباك ورابطة مكافحة التشهير والائتلاف اليهودي الجمهوري..
أما التطور الثاني فهو إطلاق صاروخي سبارو “إسرائيليين” من عرض البحر باتجاه سورية تقريباً، حسب التقارير الروسية، وقد قال الصهاينة أنهما اطلقا من الكيان الصهيوني باتجاه البحر، وتقول وسائل الإعلام أن الصاروخين اطلقا بدعم أمريكي.
فإذا كانت التقارير الروسية صحيحة، والأرجح أنها كذلك، لأن الصهاينة لم يعترفوا باطلاق الصاروخين حتى أعلن الروس عنهما، فإن اطلاقهما باتجاه سورية دون أن يصلاها إنما هو لاختبار قدرات الردع الصاروخي عند سورية، مما يدل بأن الكيان الصهيوني ضالعٌ بشكل مباشر بالتحضير للعدوان على سورية، كما يدل أن أي عدوان أمريكي على سورية لن يكون سوى تتمةً للغارات الصهيونية عليها، على جمرايا واللاذقية، وعلى لبنان من قبلهما.
ونضيف هنا أن النظام الأردني شريكٌ في العدوان على سورية خدمةً للصهاينة لأنه سمح باستخدام أراضيه من قبل القوات والصواريخ والطائرات الأمريكية كجزء من خطة تموضعها العدوانية حول سورية في الإقليم. ولذلك نطالب بإخراج القوات الأمريكية من الأردن فوراً.
وكذلك نضيف أن السلطة الفلسطينية، حتى لو رفضت العدوان على سورية اسمياً، فإنها شريكٌ أيضاً لأنها سمحت بتجميد الملف الفلسطيني من خلال تجديد مفاوضات عبثية ثبت أنها بلا جدوى تماماً إلا للعدو الأمريكي-الصهيوني في اللحظات التي يتطلب فيها الوضع الإقليمي تجميد الملف الفلسطيني وتحييده سياسياً.
وفي الآن عينه يمضي الكيان الصهيوني بمشروع تهويد القدس والضفة الغربية الذي كان أخر عناقيده فرض المنهاج الدراسي الصهيوني على المدارس العربية الفلسطينية في القدس للعام الدراسي 2013/2014، وهو ما يمثل تهويداً لعقول الناشئة لا يقل خطورة عن تهويد الأرض. فلا بد من وقف المفاوضات مع الكيان الصهيوني لهذا السبب، إن لم يكن لأي سبب أخر.
المهم أننا في “جك” نعتبر السفارة الصهيونية في عمان عنواناً رئيسياً للاحتجاج، بالعموم لأننا نطالب بإغلاقها، وبالخصوص لنقول اليوم: لا للعدوان الصهيوني على سورية.
كل بوصلة لا تتجه نحو القدس هي بوصلة مضللة أو مشبوهة أو مخترقة.
شارك بأطول اعتصام بتاريخ الأردن..
وسنواصل في اعتصامنا الأسبوعي رقم 181، يوم الخميس الموافق في 5/9/2013، من السادسة حتى السابعة مساءً، رفضنا لوجود السفارة الصهيونية في عمان، ومطالبتنا بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
من أجل أردن خالِ من الصهيونية، شارك بالاعتصام الأسبوعي كل خميس على رصيف جامع الكالوتي في الرابية احتجاجاً على وجود السفارة الصهيونية في الرابية.
احتجاجنا ضد وجود سفارة العدو الصهيوني في عمان ليس موسمياً ولا عارضاً، وليس ردة فعل ضد المجازر الصهيونية فحسب.
موقفك. أرضك. قضيتك.
“جك”
للمشاركة على الفيسبوك: