أحمد ابو خليل

19/7/2012


بانتظام مطلق، ومساء كل خميس، ومنذ أكثر من سنتين، وتحت شعار “نحو أردن خالٍ من الصهيونية”، يعتصم عشرات الرجال والنساء والشباب والفتيان والأطفال أمام مسجد الكالوتي الذي أصبح الموقع الأبرز للاحتجاج على وجود سفارة العدو الصهيوني في عاصمتنا
.


لكم أن تتصوروا أن هناك أطفالاً وفتياناً كبِروا عامين من عمرهم وهم يحضرون مع أهلهم بانتظام، إنه درس أسبوعي ميداني في التربية الوطنية والقومية يتعلمونه هنا. وإياكم ان تعتقدوا أنه درس مكرر أو ممل وباهت، لقد رأيت الحضور يهتفون وكأنهم يقومون بذلك لأول مرة، رأيتهم وهم يحرصون على انضباط هيئة الاعتصام، بما في ذلك تفاصيل صغيرة مثل الحرص على أن تكون اليافطة في المقدمة مشدودة طيلة الوقت، حيث يتمكن المارة بسياراتهم من قراءتها بسهولة.


الأثر الايجابي لهذا الاعتصام يتعدى المشاركين به، ويكفي على الأقل أن ننتبه إلى أنه اثناء ساعة الاعتصام فقط تمر في الشارع مئات السيارات، وهذا يعني ان ألوفاً من المواطنين يجدون أسبوعياً مَن يذكّرهم أن هناك سفارة للعدو بالقرب منهم، إنه نوع من مخاطبة ضمير هؤلاء وإنعاش ذاكرتهم.


في ظل تعدد التحركات الشعبية وتنوع عناوينها وأهدافها، يختص اعتصام الكالوتي بالتذكير أن شعوبنا وأمتنا لا تزال في حالة صراع قومي متداخل مع كل تفاصيل حياتنا.


إن أي تحرك لا يخلو من ملاحظات، بما فيها اعتصام الكالوتي، وهذا طبيعي وينبغي ان تديره التحركات فيما بينها باحترام، ولكن دعونا هنا نحيي روح المواظبة ووضوح الهدف عند المشاركين بهذا الاعتصام وهم مساء اليوم يكملون 122 أسبوعاً .

ahmadabukhalil@hotmail.com