تهنئ جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية شعبنا العظيم في مصر على خطوته الرائدة في اقتحام سفارة العدو الصهيوني في القاهرة. إن مثل هذه الخطوة الرائعة تمثل تصحيحاً حقيقياً للمسار، تماماً كما أراد منها المنتفضون من أجل عزتهم وكرامتهم. وبعد تقاعس المجلس العسكري وحلفائه عن القيام بأي رد فعل حقيقي بعد اغتيال الصهاينة للجنود المصريين الخمسة في سيناء، يجئ هذا الرد الواضح من الشعب المصري، وفي الشارع، ليستعيد الكرامة الوطنية للشعب المصري وللأمة العربية وفلسطين في مواجهة العدوان والغطرسة الصهيونية. كما يجيء هذا الرد ليؤكد أن التناقض الحقيقي والأول للشعب العربي هو مع الإمبريالية والصهيونية، وأن أي مشروع تغيير لا ينطلق من أولوية إلغاء التبعية للخارج ومن تكريس القرار الوطني المستقل يمثل إعادة إنتاج لنفس النظام خلف وجوهٍ جديدةٍ فحسب. والتغيير الحقيقي في مصر لا يتحقق دون إغلاق السفارة الصهيونية في القاهرة وإعلان بطلان معاهدة كامب ديفيد، كما أن التغيير الحقيقي في الأردن يبدأ من إغلاق السفارة في عمان وإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
يا أبطال مصر الأشاوس، لا تلتفتوا لمن يقول لكم أن ما قمتم به من اقتحام للسفارة الصهيونية هو عمل مشبوه، بل أن من يثير الشك والغبار حول خطوة بمثل هذا الوضوح والنقاء هو المشبوه، ولا نستثني من ذلك بعض القنوات الفضائية التي راحت تستضيف متحدثاً بعد أخر يحاول عبثاً تلطيخ العمل الناصع الذي أنجزتموه. لقد قمتم بأعظم عمل يمكن أن تقوم به انتفاضة شعبية لأن بوصلته تشير للاتجاه الصحيح، ولأنه دفع أعداء الأمة من رأس حكومة الولايات المتحدة أوباما إلى قيادات الحركة الصهيونية للارتعاش فزعاً كما رأيتم. فما قمتم به هو العمل الصحيح، ولا عملٌ صحيح أكثر منه في هذه اللحظة، فهو يشكل نموذجاً حقيقياً للحراك الشعبي النقي المنطلق من أجندة وطنية مصرية خالصة وقومية عربية صميمة.
فبوركت أياديكم الميمونة التي أضاءت أملاً في قلوب كل الشرفاء في وطننا العربي الكبير.
ولتغلق سفارات العدو الصهيوني ولتبطَل كل المعاهدات معه من القاهرة إلى عمان.
ودمتم لنا نموذجاً حقيقياً لمناهضة الصهيونية وتحرير الأوطان. وإننا إن شاء الله على دربكم سائرون.
جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية
عمان 10/9/2011