أحداث الجمعة في دوار الداخلية تكشف الوجه العرفي للإصلاح المزعوم
تدين جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية وتشجب اعتداء البلطجية، المدعومين من قوات الأمن والدرك، على المتظاهرين المسالمين في ميدان جمال عبد الناصر يوم الجمعة الموافق في 25/3/2011، وهو الأمر الذي يدل، فيما يدل عليه، أن خلف القشرة الرقيقة للخطاب الإصلاحي، الذي لا يرقى إلى الحد الأدنى من مطالب الناس أصلاً، تبقى القبضة الأمنية التي تكرست خلال فترة الأحكام العرفية.
إن تعرض المواطنين الذين يمارسون حقوقهم الدستورية المشروعة في التظاهر والاحتجاج لمصادرة حقهم في التعبير تحت وطأة الضرب والاعتقال والقتل، مما أسفر عن سقوط شهيد واحد على الأقل، ويقال اثنان، بالإضافة لعشرات الجرحى، بعض إصاباتهم خطيرة، هو هاوية جديدة لنظام الأحكام العرفية المقوننة، ورسالة للشارع على ما سيأتي لو قرر أن يعبر عن رأيه حقاً.
وإذ تقدم جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية تعازيها لأهالي الشهيد (أو الشهيدين، إذا صحت الأنباء)، وإذ تعرب عن تضامنها مع كافة الجرحى والمصابين، الذين كان بينهم بعض أعضاء الجمعية، فإنها تؤكد أن التغيير الحقيقي يقوم على إعلان بطلان معاهدة وادي عربة، وعلى إغلاق السفارة مع العدو الصهيوني، وأن أي برنامج تغيير لا ينطلق في طرحه لقضايا الحريات والقضايا المطلبية من أولوية التناقض مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، ومن إنهاء كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، هو برنامج بوصلته ضائعة، وبالتالي فإننا نؤكد أن إسقاط التبعية للإمبريالية، وفك التنسيق السياسي والعسكري والأمني مع الدول الإمبريالية، هو حجر الزاوية في أي مشروع حقيقي للتغيير.