تدين جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية استمرار الممارسات التطبيعية مع العدو الصهيوني في الأردن برعاية رسمية وبمشاركة بعض الجهات المشبوهة الممولة أجنبياً. وإننا في جمعية المناهضة لنستهجن مثل هذا التساهل مع مشاريع الاختراق الصهيوني للبلد في الوقت الذي يجري فيه استهداف الأردن صهيونياً سواء بشكل مباشر ومعلن، أو من خلال مشروع “يهودية إسرائيل”، وتصاعد تهويد القدس والضفة الغربية وكل فلسطين، واستمرار الحصار على غزة. وإننا نعتبر أن استمرار التطبيع بأشكاله المختلفة، وعلى رأسه بقاء السفارة الصهيونية في الرابية في عمان، في الوقت الذي تعلو فيه لغة الحرب والعدوان في الحوار الداخلي الصهيوني هو تواطؤ في العدوان ومساهمة في التهيئة له، وهو ما يتنافى مع أبسط مشاعر الأردنيين، ويشكل استفزازاً للشارع لا يقل سوءاً عن رفع الأسعار والضرائب وتجويع الناس. وقد علمتنا تجربة الشارع التونسي أن الناس لا ينتفضون من أجل الخبز فحسب، بل من أجل كرامتهم وحريتهم وسيادتهم الوطنية أيضاً، ولا ننسى أن نظام بن علي المخلوع لم يكن يسرق قوت الناس فحسب، بل كان يطبع مع العدو الصهيوني.
ونشير هنا بالأخص إلى بعض النشاطات والاختراقات التطبيعية التي تابعتها جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، ومنها:
1 – استمرار التطبيع الزراعي واستيراد المنتجات الصهيونية للسوق الأردنية.
2 – إعلان نتنياهو الشهر الماضي عن البدء في مشروع لربط سكة الحديد “الإسرائيلية” بسكة الحديد الأردنية، لتسهيل التبادل التجاري… وهو ما يعني فعلياً ربط الاقتصاد الصهيوني بأسواق العراق والخليج العربي وغيره، وهو ما يجري برعاية رسمية أردنية كما تشير وسائل الإعلام الصهيونية.
3 – توقيع اتفاق طيران جديد يسمح بزيادة الرحلات الجوية بين عمان وتل أبيب إلى ثلاث عشرة رحلة أسبوعياً.
4 – الكشف عن مجموعة من الاختراقات التطبيعية ذات الطابع الثقافي بين الأردن والكيان الصهيوني ومنها:
أ – تدريس “المحرقة”، من خلال مذكرات آني فرانك المزعومة، في منهاج اللغة الإنكليزية للصف الثامن في بعض المدارس الخاصة الأردنية، وهو ما اضطرت وزارة التربية والتعليم لإيقافه، بعد كشف الموضوع إعلامياً.
ب – عرض أفلام سينمائية تروج للتطبيع مع العدو الصهيوني في الهيئة الملكية للأفلام، ومنها مثلاً فيلم “طفولة محرمة” الذي يروج للتعايش والحوار بين الفلسطينيين ومحتلي أرضهم. ويذكر هنا أن الهيئة المذكورة سبق أن قدمت التسهيلات لتصوير فيلم “منطقة حرة” لمخرج “إسرائيلي” في الأردن، وهو فيلم يصور الأردن بطريقة سلبية، كما أنها شاركت في المهرجان السينمائي في أبو ظبي الخريف الماضي، وهو مهرجان دعا اتحاد النقابات الفنية المصرية لمقاطعته بسبب مشاركة “إسرائيليين” فيه.
ج – تنظيم زيارات لعدد من المثقفين الأردنيين لرام الله تحت عناوين ثقافية من خلال الحصول على فيزا “إسرائيلية” (مباشرة أو غير مباشرة)، وهو ما يشكل فعلياً تطبيعاً مع العدو الصهيوني واعترافاً بالاحتلال، وننوه هنا للدور الإيجابي لرابطة الكتاب الأردنيين في التصدي لهذه الظاهرة.
د – الكشف عن مشروع تطبيع موسيقي بعنوان “موزاييك”، يديره الأردني جميل السراج و”الإسرائيلية” ليا زئيف، لإقامة حفلات موسيقية وعقد لقاءات وورشات عمل بين الموسيقيين الأردنيين والعرب من جهة، و”الإسرائيليين” من جهة أخرى، على مدى العامين الماضيين.
وما سبق هو على الأرجح الجزء الظاهر من جبل الجليد فحسب، كما أنه مجرد عرض سريع لبعض ما رشح مؤخراً من تصاعد للاختراقات التطبيعية. وإننا في جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية إذ نؤكد أن مصدر تصاعد الشرور التطبيعية مع العدو الصهيوني في الأردن هو معاهدة وادي عربة التي ندعو لإعلان بطلانها، فإننا نطالب كل الجهات المعنية بوقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني فوراً، وندعو كل القوى والشخصيات الوطنية الأردنية لرصد الحالات التطبيعية وكشفها والعمل على التصدي لها إعلامياً وقانونياً وسياسياً وشعبياً حيث أمكن.
لا للتطبيع مع العدو الصهيوني!
نعم لإعلان بطلان معاهدة وادي عربة!
نعم لإغلاق سفارة العدو الصهيوني في الرابية حالاً!
نعم لدعم المقاومة الفلسطينية خط الدفاع الأول عن الأردن في مواجهة مشاريع الصهينة!