Nozion

Just another WordPress site

13220155_110692166015462_511989566_n 

نشر موقع “إسرائيل في الأردن”، التابع للسفارة الصهيونية في عمان، خبراً يوم أمسِ الأربعاء عن حفل استقبال في مقر السفارة في منطقة الرابية العربية المحتلة بمناسبة الذكرى الـ68 لما أسماه الموقع “ذكرى الاستقلال”، أي الذكرى الثامنة والستين لاحتلال فلسطين العربية. وقد أشار الخبر إلى أن نحو مئتين “من الدبلوماسيين الأجانب وأصدقاء السفارة في الأردن” شاركوا في الاستقبال، لكنه لم يكشف وجوه أو أسماء ضيوف السفارة، خصوصاً من العرب، كونه يعلم بأن التطبيع الشعبي مع الأردنيين حلمٌ لن يتحقق، لذلك فإن أغلب من ارتضى أن يكون بسفارة العدو، يخشى من كشف شحصيته. لكن الهدف يبقى الترويج لفكرة وجود أصدقاء للصهاينة والسفارة في الأردن.

 

 

 

وقد ألحق الخبر بنص الكلمة التي القتها في الحفل عينات شلاين، سفيرة الكيان في عمان، ومن الواضح أن من كتبها أصيب بالصداع من كثرة تلفيق المغالطات ومحاولة إبراز الوجه القبيح لهذا الكيان بمظهر أكثر قبولاً في عقل المتلقي العربي (ما دام النص قد نشر بالعربية).

 

 

 

مثلاً، يخادع خطاب السفيرة شلاين بذكر منافع بيئية لصالح الطرفين، الأردني والصهيوني، ويغض النظر عن أكبر خطر بيئي يهدد الأردن، وهو وجود مفاعل ديمونة المتهالك والمنتهي عمره الافتراضي من سنوات طويلة والموجود -بخبث- بأقصى شرق الكيان الصهيوني المحتل، ليبث سمومه واشعاعاته وخطره البيئي بكل أشكاله على المواطنين الأردنيين عبر الرياح الغربية.

 

 

 

ولو أخذنا صحف اليوم فحسب في الأردن لوجدنا خبرين يكشفان حقيقة مثل هذه “المنافع”، أحدهما خبرٌ عن شكاوى ومعاناة سكان ومزارعي منطقة داميا القريبة من نهر الأردن بسبب مكب النفايات “الإسرائيلي” المجاور الذي تنتج عنه موجات زخمة من الروائح والحشرات والذي يسبب أضراراً صحية وبيئية كبيرة للأهالي والمجاورين، أما الخبر الثاني فعن معاناة 700 عامل أردني في منطقة أم الرشراش العربية المحتلة (إيلات) وانخفاض الرواتب التي يتلقونها وحصر عملهم بمهمة (عامل تنظيف)، مع التأكيد أننا نرفض التطبيع مع الكيان مهما كانت الوظائف والرواتب، إنما نسوق مثل هذه الأمثلة، من أخبار اليوم فقط، وثمة أخبار يومية مثلها وأكثر، لنظهر أن التطبيع غير مجدي حتى اقتصادياً ومعيشياً.

 

 

 

لكن التركيز على عمق العلاقة الأردنية-الصهيونية من قبل السفيرة شلاين جاء في سياق استراتيجية إلحاق الأردن بالكيان ودمجه فيه اقتصادياً وسياسياً، عملاً بروح معاهدة وادي عربة، ومحاولة الترويج لفكرة أن الكيان الصهيوني داعم اقتصادياً للأردن ولا يمكن الاستغناء عنه (كفكرة ضغط السعودية على مصر بالأيدي العاملة وإذا خالفت التعليمات ستوقف عقود العمل).

 

 

 

وثمة فقرة في خطاب السفيرة شلاين، في هذا الاتجاه بالذات، رصد أعضاء في جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية حذفها من النص الأصلي للخطاب، لأنها “تكشف الطابق” تماماً، وهي:

 

 

 

“ممر البضائع من معبر الشيخ حسين إلى ميناء حيفا ومن هناك للعالم كله يمثل أيضا رمزا للفوائد الأردنية من اتفاقية السلام مع إسرائيل، كما هو مشروع تشغيل مئات الأردنيين في مدينة إيلات. مشروع “بوابة الأردن” الذي يبدأ إنشاؤه قريبا سيستغل إمكانيات الصناعة والتجارة على الحدود المشتركة ويوفر فرص العمل لآلاف بل لعشرات الآلاف من الأردنيين.”

 

 

 

وكان الكيان الصهيوني لا يعلن بهذه الطريقة عن المشاريع الاقتصادية في الأردن كي لا يُقاطع، ومن الواضح أن تعاسة السفيرة الصهيونية تسرعت… كما يدل حذف الفقرة أعلاه أن الخوف من المقاطعة والعواقب لا يزال قائماً، بالرغم من محاولة تكريس التطبيع في كل فقرة في الخطاب، فتحية لكل مقاومي التطبيع في الأردن والوطن العربي!

 

 

كذلك تم تعديل العنوان من الصيغة الاستفزازية التالية: “العلم الإسرائيلي يرفرف بكل فخر واعتزاز في عمان!”، إلى: “السفارة الإسرائيلية في عمان تقيم استقبالا رسميا بمناسبة عيد التستقلال!”، بهذه الصيغة المكسرة لغوياً. وتجدون النص الأصلي للخبر في الصورة المرفقة. وستجدون الاختلافات المذكورة أعلاه بينه وبين المنشور حالياً على موقع “إسرائيل في الأردن” على الرابط التالي:

 

https://www.facebook.com/IsraelinJordan

 

 

13219691_10153601652968316_681375652_n

13249347_110692282682117_1070071505_n

 

ولنا أن نستنتج عندما أبدت السفيرة شلاين عميق امتنانها للتعاون الصهيوني-الأردني أن وقف اي فاعلية في الساحة الأردنية مناهضة للكيان الصهيوني والتطبيع معه كان ناتجاً عن تعاون مع السفارة لضمان امان الاردن وسلامته، مما يعني أن حظر اعتصام “جك” الأسبوعي كان بتعاون أردني رسمي-صهيوني، فهي تقول حرفياً: “التعاون ما بين إسرائيل والأردن عميق”.

 

 

 

لقد كشف خطاب السفيرة شلاين أن “دولة إسرائيل الديمقراطية” التي يروجون لها في المحافل الدولية، وبعض المحافل الفلسطينية (والتي ستكفل حق المواطنة للعرب!)، يعتمد أصلا على “ذاكرة قومية عمرها آلاف السنين”، مما يجعلها أمة أفضل من بقية الأمم، يحق لها سحق الأمم الأخرى باعتبار اليهود شعب الله المختار بناء على ما هو مكتوب في التلمود… بالتالي، فإن كل الكلام عن التفاوض والسلام من جهتهم هو كلام إنشائي، بينما نرى بعض العرب يلهثون وراءه… وهو بالطبع كلام مرفوض من أصحاب مشروع المقاومة جملة وتفصيلا لإيمانهم بأن أرض كل فلسطين عربية. وهنا يجب التأكيد على نقطة أن الأردن من ضمن دولتهم ومشروعهم وهو من الحدود التي رسموها لدولتهم اي من الفرات إلى النيل، سواء بمعنى السيطرة المباشرة، أو السيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية.

 

 

 

الرسالة الأخيرة في خطاب شلاين هي محاولة دمج “اسرائيل” إلى باقي دول الوطن العربي كهدف للإرهاب والتطرف الذي تتعرض له من قبل الحركات التكفيرية مثل داعش وغيرها، رغم أنه صدر للإعلام أن بعض فوار سورية التكفيريين يعالَجون في المشافي الصهيونية…هناك أيضا خلط للأوراق ومحاولة تكريس حزب الله كمنظمة إرهابية -دون ذكرها- في عيون الدول العربية/ الشعب العربي كونه “المنظمة الإرهابية” التي تشكل خطراً حقيقياً على الكيان الصهيوني. وهنالك إشارة للتعاون ضد “الأنظمة الظالمة” و”المنظمات الإرهابية”، والمعنى في بطن الساحر..

 

 

جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

عمان 19/5/2016

 

 

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/nozion

 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *