الطبيعة الاحتيالية للخطاب المستسلم حلقت في الورق واحترقت على الأرض
26/6/2010
خلال اللقاء الذي جمعه ونخبة من النشطاء والمهتمين من أعضاء الجمعية وروادها قال المناضل أحمد السعدي أن الوقائع التاريخية ودراسة تحولات الخطاب الفلسطيني المقاوم تؤكد أن التوجه لتصفية حقوق العرب في فلسطين قد بدأ بشكل مبكر ومتدرج بالنسبة لتجربة فصائل العمل الفلسطيني المعروفة والتي انضوت تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف السعدي، الذي ركز في محاضرته على دور شعار “الدولة الفلسطينية المستقلة” في تصفية القضية الفلسطينية، أن قوس الانحدار قد بدأ منذ بواكير اجتماعات المجلس الوطني في الصيغة التي تشكل عليها بعد التحولات التي نجمت عن تنامي حركة فتح والفصائل التي سيطرت على المنظمة.
وخلال اللقاء الذي قدم له أ.نعيم المدني رئيس جمعية المناهضة وأداره د.إبراهيم علوش استعرض السعدي أبرز المحطات التي هوت بالشعارات الجذرية إلى حضيض التسويات وأدت في المحصلة إلى إحلال مقولات كانت نتيجة طبيعية لتوجهات عزلت عرب فلسطين عن بقية العرب وتكيفت مع توجهات الأنظمة التي عكست بدورها مطالب وتوجهات وإستراتيجيات معادية للأمة ومشروعها التحرري.
وأضاف السعدي أن كل المقولات التي تبنتها القيادة الرسمية لمنظمة التحرير كالقرار المستقل والممثل الشرعي والوحيد كانت نتيجة صفقات مع الأنظمة التي وجدت أن مصالحها تتحقق من خلال ترويض وتدجين قدرات الأمة على النضال والصمود والتضحية.
وقد عزز السعدي طرحه بشكل موثق حيث أظهر كيف رفض الشعب العربي الفلسطيني عشية حرب ال67 مؤامرة “الدولة الفلسطينية المستقلة” في بيانات شعبية وحزبية.
جدير بالذكر أن المداخلات والأسئلة التي قدمها الحضور أجمعت على أن تغيير الواقع الذي آلت إليه الأمور لا يكون إلا بإعادة الاعتبار للشعارات الجذرية التي انطلقت منها الأمة في التصدي للمشروع الاستعماري وعلى رأسها التأكيد على الكفاح المسلح كسبيل وحيد لنيل الحقوق والتحرير وكذلك رفض صيغة الممثل الوحيد وإعادة القضية إلى الأمة بكل مكوناتها باعتبار أن نضال الشعب الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من النضال العربي للوحدة والتحرر.